المؤتمر الوطني يصدر بياناً بشأن دعوة الأمم المتحدة للحوار
الخرطوم/ الرائد نت
قال تعالي : “الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ” صدق الله العظيم.
بيان من المؤتمر الوطني بشأن دعوة الامم المتحدة للحوار.
الى جماهير الشعب السوداني،
الى الاخوة والاخوات اعضاء المؤتمر الوطني داخل وخارج السودان ..
لقد صدر بيان للممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة رئيس بعثة يونيتامس السيد فولكر بيرتس يوم 8 يناير الجاري اعلن فيه إطلاق عملية سياسية تتولى الأمم المتحدة تيسيرها لإستعادة ما سماه مسار التحول الديمقراطي في السودان وقد أوضح السيد بيرتس أنه تشاور في ذلك مع من سماهم الشركاء السودانيين والدوليين. وأضاف انه ستتم دعوة “أصحاب المصلحة الرئيسيين” للمشاركة في هذه العملية.
إننا في المؤتمر الوطني نعترض إبتداءا على محاولة الأمم المتحدة ومن تسميهم الشركاء الدوليين فرض أنفسهم أوصياء على الشأن السوداني مستغلين في ذلك ما درجوا على تكراره من أنهم جاءوا الى السودان “استجابة لطلب القيادة السودانية في شهر فبراير ٢٠٢٠ لدعم الإنتقال الديمقراطي في السودان”. وهم لا يشيرون بذلك الا الى ذلك الخطاب الذي كتبه عبدالله حمدوك من وراء ظهر شركائه في الحكم، بل ذلك الخنجر المسموم الذي غرسه علي صدر الأمة السودانية ونحر به كرامتها وإستقلال قراراها وها هو ذلك الخطاب الأثيم يبقى حتى بعد أن غادر حمدوك المشهد السوداني ، ذليلا منكسرا ، تلاحقه اللعنات ، مثله في ذلك مثل كل الذين خانوا بلادهم ورهنوا إرادتها للاجنبي مقابل دراهم معدودة كان يتقاضاها رئيس الوزراء وطاقم مستشاريه جهاراً نهاراً ..
كما نعترض على إفتئات هؤلاء الشركاء الدوليين على الأمة السودانية بإعطاء انفسهم، منذ البداية ، الحق في تقسيم القوى السياسية السودانية الى “أصحاب المصلحة الرئيسيين” وأصحاب المصلحة الفرعيين، ذلك ليمتنوا على الأولين بعطاء من لا يملك لمن لا يستحق وبالدعوة لعمليتهم السياسية ويحرمون منها الآخرين. بل قال البيان انهم تشاوروا مقدماً مع “الشركاء السودانيين”، ومن ثم أهملوا من هم ليسوا بشركاء الامر الذي يؤكد ان هذه المبادرة قد فصلت على مقاس هؤلاء “الشركاء” وصممت لتقصي غيرهم.
الاخوة والاخوات
ذكر البيان مسألة العنف ضد المتظاهرين أكثر من مرة مندداً بها دون اي إعلان لموقف تجاه لاءات هؤلاء المتظاهرين الثلاث الرافضة لاي تفاوض وأي شراكة بل تنكر اي شرعية للوضع الراهن وتدعو علانية لتقويضه كما خلا البيان تماما من أية إدانة لخروج المتظاهرين عن السلمية وإتباعهم نهج العنف والقتل والحرق والتخريب وإستغلال الأطفال وهو فعل محرم دولياً بل تبنى البيان دعواهم الى “التحول” الذي صار مصطلحاً يشار به الى المناداة بتطويل أمد الفترة الانتقالية وعرقلة الانتخابات وهكذا حولت الأمم المتحدة تفويضها المزعوم من دعم “الانتقال”، المحدود الأجل والمعروف الهدف، الى عملية هلامية لدعم “التحول الديمقراطي” الذي يرمي لتمكين قلة متجبرة من الحكم دون تفويض إنتخابي والى مدى زمني مفتوح يمكنها من تفكيك المجتمع السوداني قيمياً واخلاقياً واحكام قبضتها على الخدمة المدنية والمؤسسة العسكرية بل والاجهزة العدلية ومن كل ذلك قد تبين ان المبادرة تفتقر للتوازن ويعوزها الحياد وعليه فهي قد حكمت علي نفسها بالفشل .
الاخوة والاخوات،
ان المؤتمر الوطني، مع رفضه لهذا النهج المتعالي من الامم المتحدة ومبعوثها بالخرطوم ، يعلن ايضا رفضه التام لأي محاولة لإقصائه من اي مفاوضات لترتيب إنهاء الفترة الانتقالية، او لإطلاق وفاق وطني، او للاعداد للانتخابات، او صناعة الدستور فاذا كان المؤتمر الوطني قد قرر في الماضي، حرصاً منه على البلاد وسلمها الاجتماعي، عدم المشاركة في الفترة الانتقالية، فانه لا يقبل اي تقييد لحقه كحزب سياسي او حقوق عضويته العريضة في المشاركة السياسية الكاملة في الشئون العامة لبلادهم وهي حقوق إكتسبوها بمجرد ميلادهم وإنتمائهم لتراب هذا الوطن فقرار حل الحزب بواسطة تلك اللجنة المشؤومة الموتورة، والتي قال فيها التاريخ كلمته، امر لا يعني الا تلك اللجنة وحدها ونؤكد هنا الذي أقرته شورى الحزب في دورتها المنعقدة في ٢٩ مايو من العام الماضي من رفض مطلق لذلك القرار غير الدستوري ومن ثم فان المؤتمر الوطني لا ينتظر دعوة من احد للمشاركة في شأن هذه البلاد وبحث السبل التي تفضي للخروج من ازمتها الراهنة وتجاوز حالة إنسداد الافق .
“والله ولي التوفيق “