الدقير يكتب: الإرادة لا الرصاصة
الخرطوم/ الرائد نت
لا تزال أيادي الانقلاب الباطشة تتمادى في محاصرة شعبنا بالقمع الوحشي من كل الجهات، وفي المقابل لا تزال أيادي شعبنا تستطيل في مقاومته بسلاح السلمية الذي تندلع من فوهته حِمَم الإرادة .. إرادة الحياة والحرية والكرامة.
ما مِنْ مقاومة تنفجر بلا أسباب، وما مِنْ شعبٍ يلجأ إليها إلا إذا فُُرِضت عليه مهما كانت موازين القوة المادية العمياء .. حتى الطيور والحيوانات الصغيرة لا تحتاج إلى بوليصة تأمين كي تدافع عن سلالاتها في الجحور والأعشاش، ولكنها تقاوم بالغريزة مهما كان حجم القوة المعتدية عليها .. ولكن في عالم الإنسان هناك من يمتهن حرفة تسويق الاستسلام لفائض القوة المادية وبالتالي الخضوع لشروطها مهما كان بؤسها، وهذا ما يفعله بعض من يوصفون بـ “الخبراء الاستراتيجيين” الذين يُطِلُّون من على شاشات الفضائيات مطالبين – بلغةٍ تحايلية – بالتسليم بالأمر الواقع والتصالح مع الانقلاب وما يتناسل منه من إعلانات ومواثيق
إنّ أدنى اعتبارات الرُّشْد السياسي والوجدان السليم تقتضي أن يعترف الانقلابيون بخطل فعلهم الزنيم – وأنه لا مجال للتصالح معه مهما أوغلوا في القمع والبطش – وأن يتراجعوا عن عنادهم ونرجسيتهم أمام الإرادة الشعبية وما تطلبه وأمام الحزن الوطني الذي يقطر من شواهد قبور الشهداء، ويتوقفوا عن استباحة المزيد من الدماء، وأن يدركوا أنّ فائض القوة المادية لا يعني تحقيق النصر إذا تعلق الأمر بالمواجهة مع الشعب ولو كان أعزلاً .. قرائن التاريخ الانساني تؤكد أن الإرادة، لا الرُّصَاصة، هي التي تحسم الصراع.
المهمة العاجلة لقوى الثورة هي إنجاز الشرط الحاسم لهزيمة الانقلاب وهو تشكيل جبهة عريضة بقيادة تنسيقية موحدة والاتفاق على خارطة طريق تُؤسِّس لواقعٍ جديد يُصحِّح مسار الفترة الانتقالية بإرادة جماعية ويمضي بما تبقى منها نحو إنتخابات عامة حرة ونزيهة.