وطن النجوم| علي سلطان يكتب: مقارنات ومقاربات بين استقالة حمدوك وسرالختم الخليفة.
الخرطوم الرائد نت
حظيت استقالة رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك باهتمام عالمي واظنها في وقت اعلانها كانت الخبر الأول في سباق الاخبار وتتصدر الترند عربيا وربما عالميا في عالم تتغير احداثه كل دقيقة..ولكن سرعان ماسينسى العالم دكتور عبدالله حمدوك واستقالنه ويسعي وراء اخبار جديدة تكون أكثر اثارة للناس.. فالدكتور حمدوك اصبح رئيس وزراء سابقا وسيعود غالبا الى وظيفته وحياته التي اعتادها..وتلك هي الحياة.
واذا قُدر للدكتور حمدوك ان يستقيل قبل الاعلان السياسي في الحادي والعشرين من نوفمبر الماضي لاصبح بطلا قوميا او في نظر الثوار على الاقل..!ولكن ليست الحياة مغلفة بالاماني والوعود الطيبة وحسن الظن والاحلام التي قد تتحقق وكثير منها لا يتحقق. ولاشك ان الدكتور حمدوك عاش ظروفا صعبة لم تكن مرئية للشعب السوداني.. و وقد اوضح اكثر من مرة انه مُورست عليه ضغوط قاسية لا تحتمل.. ولكنه فضل ان يصمد وان يتغلب على ما يواحههه من صعوبات وضغوط وعراقيل خاصة ان ظلم ذوي القربى اشد مضاضة..
فلم يكن الدكتور حمدوك ناجيا من عراقيل وضغوط حاضنته السياسية التي لم تكن اما رؤوما..!وقد اوضح الدكتور حمدوك بجلاء في خطاب الاستقالة ما تعرض له من عراقيل وعقبات حالت دون اداء دوره وتنفيذ خططه وبرامجه.ومعلوم ان ادب الاستقالة ليس مالوفا عندنا فكم من رئيس وزراء و زراء اطيح بهم دون اي مقدمات.ولكن يسجل تاريخنا المعاصر حالة استقالة وظروف مماثلة كهذه حدثت في عهد رئيس الوزراء الدكتور سر الختم الخليفة الاستاذ الجامعي الذي اصبح رئيس وزراء السودان عقب ثورة اكتوبر في عام1964.وهناك مقارنات ومقاربات بين فترتي الدكتَور سرالختم الخليفة في الفترة الانتقالية مابين عامي 1964-1965..وقد بين ذلك الدكتور علي عبدالله ابراهيم في مقال سابق..قال في مستهله:
إنه تحدث الى الدكتور حمدوك عبر تفنية الزووم وقال له: أرى المقارنات تنعقد بين ثورة أكتوبر وديسمبر انطباقاً واختلافاً. ولكن ما لا أريده أن ينطبق عليك ما وقع من سر الختم رئيس وزراء ثورة أكتوبر. فكانت الثورة المضادة ضيقت عليه الخناق بزعمها غلبة النفوذ الشيوعي في مجلس الوزراء وحاضنة الثورة، جبهة الهيئات. واضطرته للاستقالة في ١٨ فبراير ١٩٦٥ بعد استعراض قواتها من الأنصار في شوارع العاصمة. وجاء في استقالته رضاؤه بما قامت به حكومته، ولم ينقض على قيامها ثلاثة أشهر ونصف، في تنفيذ برنامجها الانتقالي. وأشار إلى دبيب الشقاق بين الأطراف التي وقعت على ميثاق الثورة. فهناك من رأى الحكومة حادت عن الطريق المرسوم ومن يراها التزمت به.
وخلص إلى أن هذا الخلاف أفسد الجو السياسي. وعليه رأى الخليفة أن يستقيل حرصاً على مصلحة البلاد وسلامتها وعلى تجنيب أبنائها الشقاق والخلاف..وقَبِل مجلس السيادة آنذاك استقالته وكلفة بتكوين حكومة أخرى.وقد اختفى الدكتور الأكاديمي سر الختم الخليفة من المسرح السياسي ثم ظهر مجددا ليشغل منصب سفيرنا في إيطاليا ثم في بريطانيا حيث نال لقب سير من الملكة اليزابيث.