معز محمد زكريا يكتب: سب الدين وقتل المتظاهرين
الخرطوم الرائد نت
انتشر في الوسائط مقطع مصور في التظاهرات الأخيرة يهتف فيه المتظاهرون ضد العسكر – وبالتحديد البرهان – وسبب ذلك القتل الذي حصل في الأيام الماضية لبعض الشباب، وهذه العداوة قد تكون مبررة، لكن لا يمكن بحال أن نبرر للكفر، نعم للكفر…
عندما يكتفي الواحد بعبارة (دين العسكر.. ودين أبو طيرة) ويرددها مراراً دون أن يعقبها بعبارة أخرى فإنك لن تفهم سوى أنه يسب الدين (الإسلام).. نعم يسب الدين بصورة أو بأخرى – لماذا – لأن العسكر قتلوا بعض المتظاهرين.
لا يمكن لأحد أن ينكر أو يبرر هذا السب الواضح للدين – لماذا – لأنه جاء في سياق شتم العسكر وفي سياق تهديد أعلى مسؤول في المؤسسة العسكرية بعبارة: (يا برهان جاينك ….ـة،،، دين العسكر ودين أبو طيرة)..
ولا يمكن لأحد أن ينكره أو يبرره مع وجود لافتات يحملها بعض الشباب في نفس هذه التظاهرات مكتوب فيها فقط وبكل وضوح (دين العسكر ودين الميره ودين الناس البايعه ضميرها) دون كلام سابق أو لاحق للعبارة.
يقول البعض أن هذه العبارات هي جزء من قصيدة لأحد الشعراء، والمقصود هو الهتاف بالقصيدة وليس سب الدين. هذا التبرير يمكن أن يقبل لو كان الهاتفون ذكروا باقي القصيدة، أو حتى بيتا أو بيتين منها، ولم يكتفوا منها بسب الدين – الذي لم يكن يقصده الشاعر رحمه الله.
إساءة الشباب للمؤسسة العسكرية لا يبرر لها أبدا ولا قتل متظاهر واحد، وموت بعض الشباب أثناء التظاهرات لا يبرر لبعض الشباب سب الدين للعسكر – ولا حتى شتمهم، فالكفر أسوء من القتل، خاصة إذا كان هناك طرف ثالث هو الذي يسوق الشباب لهذه التظاهرات، وهو الذي يشعل الفتنة بينهم والمؤسسة العسكرية بأن يقتل بعض المتظاهرين ويرفع راية القصاص من العسكر.