بعد الغروب حمدوك.. انتهت المهمة بنجاح| بدر الدين حسين على
- رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك، رجل لا يتمتع بادني درجات السياسي رجل الدولة، ولعل هذا قد ظهر جليا منذ الوهلة الاولي لتوليه لهذا المنصب والذي جاء مدفوعا اليه بقوة دفع دولية وليس بارادة سودانية خالصة، وانما صورته الدوائر الخارجية بانه المنقذ واستطاعت عبر الالة الاعلامية الحديثة ان تخلق صور ذهنية عن الرجل لا تترك مجالا للتفكير عند المتلقي.
- لذا فان الرجل وجد اجماعا بعد وصوله السودان حيث انعقدت له ما لم ينعقد لغيره من القبول والتفاؤل بانه سيقود السودان نحو مسارات جديدة تلتقي وامنيات شباب الثورة
- الا ان حمدوك سقط في اول امتحان حينما خضع لضغط قوي الحرية والتغيير والتي اجبرته علي حكومة ( كفؤات) لا كفاءات كما تحدثت عنه الوثيقة الدستورية، فاي سياسي يمتلك ولو ادني نسبة من الحنكة كان بامكانه قلب الطاولة علي قوي الحرية والتغيير برفض هذه الحكومة وتمسكه بما ورد في الوثيقة الدستورية، ولكن هنا ربما علت المساومة بين الطرفين وخاصة ان قوي الحرية والتغيير تدرك جيدا ان حمدوك جاء يحمل في جعبته اجندة موكل بتنفيذها خلال فترة توليه الوزارة وان هذه الاجندة مرتبطة بوزراء تم تجهيزهم لهذه المهمة كان لزاما علي حمدوك الزج بهم في تشكيله الوزاري فتم الضغط عليه ولي زراعه من هذا الباب، فقدم التنازلات حتي يضمن الزج بوزراء مهامه الخاصة.
- وكثير من الواهمون الي يومنا هذا لم يكتشفوا بعد ان حمدوك لم يتقلد منصب رئيس الوزراء من اجل البحث عن حلول لازمة البلاد السياسية او الاقتصادية او البحث عن حلول لكل المسائل المتعلقة بمعاش الناس.
- حمدوك جاء من اجل تغيير قوانين البلاد ومناهج التعليم فيها بما يحقق تطلعات الغرب في فصل عقيدة اهل البلاد عن حياتهم العامة وذلك عبر سن قوانيين تعمل علي نزع كل ما له صلة بالاسلام وفتح الباب علي مصراعيه للعلمانية لتكون البديل الذي يتم تسويقه.
- لقد نجح حمدوك بدرجة كبيرة في تنفيذ الاجندة التي جاء من اجلها والتى قطعا قبض ثمنها غاليا، وحينما اكتملت مهمته باي نسبة كانت راي الذين دفعوا به الي المهمة انه قد استنفذ اغراضه فامروه بالانسحاب فاستقال.
- ما يدعو للاسف في ثورة السودان انها بعد هذه الملحمة الشبابية والتضحيات التي قدمها الشباب ان تسرق الثورة من قوي الحرية والتغيير ويات رئيس وزراء لينفذ اجندة خارجية لا علاقة لها بمطالب الثورة التي حملته الي هذا المنصب.
- لقد جعل حمدوك السودان يعود القهقري بعد ان تردت الخدمات وتراجع الاقتصاد وبلغ التضخم نحو غير مسبوق وانفرط عقد الامن، وهو كرئيس وزراء لم يكلف نفسه زهاء ثلاثة سنوات ان يزور ثلاثة ولايات فقط من ولايات السودان الذي يحكمه، حمدوك لم يكن متفرغا الا لتنفيذ الاجندة التي جاء يحملها من الخارج لذا فانه لم يستقل ولكن انتهت مهمته..!!