بشارة جمعة أرور يكتب: عليكم بالدعاء

0

الخرطوم/ الرائد نت

هل هذا تمهيد وتهيئة لانقلاب أم للحوار؟!

تاريخ السودان الحديث مليئ بسجلات الانقلابات العسكرية، والفترة الانتقالية كانت حافلة بالعديد من المحاولات الانقلابية،ومن كثرة تلك المحاولات الانقلابية المتكررة أصبح بمقدور رجل الشارع البسيط أن يتكهن بحدوث انقلاب من عدمه…
وما كنا نحذر منه بدأ يلوح في الأفق ويظهر تدريجيا،و ياما كنا نقول إياكم والمغامرات المكلفة، إننا والله لا نعلم الغيب ولكننا نقرأ الواقع و نحلل و نقارن بقرائن الأحوال ثم نستنبط ونستنتج ما نكتبه، ولذلك ظلينا نطالب بحماية السيادة الوطنية واستقلال القرار السياسي للوطن بالابتعاد عن صراعات المحاور كي لا يغرق وطننا في وحل صراعات المصالح والمحافظة على العروش…
واليوم لم يتبقى لنا سِوى أن نقول : عليكم بالدعاء، أن يولي الله على البلاد الأخيار ويصرف عنها الأشرار.
حمدوك،وقد استقال وإختفى من الساحة والمشهد السياسي،فهل هذا هو الحل للأزمات الماثلة في السودان؟!
ألا تشعرون أو تحسون بأن المؤامرات مازالت تحاك ضد السودان؟!
وعلى مايبدو أن هناك جهات عديدة ظلت ومازالت تسعى لإِيقاع السودان في مصيدة الحيرة والاضطرابات المدمرة،والدليل على ذلك إصرار بعض القوى السياسية على اقتِياد الشعب السوداني إلى جحيم الصراعات والحرب الأهلية مرة أخرى دون أن يكون للشعب كلمة في الموضوع،وكأن الأرض وما عليها وما تحتها وما فوقها ملك لهذه الشرذمة فتتصرف بثرواتها ومقدراتها ومستقبلها الوجودي كما تشاء، حتى صارت حالة التدخلات الخارجية من بعثات ومبعوثين وسفارات مشبوهة هي الحالة المسيطرة على المشهد اليوم ، وبعض السفراء الذين تحوم حولهم الشبهات،أصبحت تصرفاتهم الغير منضبطة بالأعراف الدبلوماسية هي السمة السائدة لمستوى الفوضة في علاقات السودان بمحيطه الإقليمي والدولي، وصار صوت العملاء والمتآمرين هو الصوت الأعلى والمسموع في البلاد. وعندما تتكامل المؤامرات الداخلية مع التدخلات الخارجية سيكون مصير الدولة حتماً الانهيار….
ويبدو أن هناك أيادي كثيرة تعمل على إِرباك المُرتَبِك لتغيير موازين القوى وتمهيد المسرح لحدوث انقلاب عسكري جديد ربما قبل نهاية شهر يناير 2022م!!
المشهد السياسي في السودان اليوم أصبح شديد التعقيد، وهذا الوضع المأساوي المزري يتطلب إستدعاء العقلاء والحكماء من القيادات الوطنية ليدركوا هذا الوطن المكلوم وينتشلوه قبل فوات الأوان و وقوع الكارثة المتوقعة،فيلفظ أَنفاسه في معركة التنافس على المناصب وخدمة المحاور الإقليمية والدولية،وعليه يجب ألا تترك الساحة لأولئك الباحثين عن الزعامة أو الشهرة من أجل الحصول على مكاسب سياسية رخيصة أو امتيازات مادية…
والمشهد الآن مفتوح في كل الأَصعِدة والإتجاهات ويمكن قراءته بزوايا متعددة ودرجات متفاوتة، بين انقلاب جديد…،أو تغيير كبير يقود إلى مصالحة وطنية شاملة يفضي إلى الوفاق الوطني، وكفى اللَّه المؤمنين القتال.
يا إخوتي الأفاضل وأخواتي الفضليات دعونا نلعق الصبر ونبتلع كل الآلام الموجعة بصمت، ونكون رُحمآءُ فيما بيننا وأقوياء بوحدتنا و أَشِدآءُ على الخونة والأعداء… ومهما إختلفنا وتخاصمنا، تأكدوا بأن هذا الوطن الكبير يجمعنا والأرض تسعنا وفي النهاية كلنا سودانيين،وإذا إنتصرنا على بعضنا فأعلموا أننا قد هزمنا أنفسنا وضاع الوطن،وهذا هو الهدف الذي يبتغيه العدو المتربص بنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.