محمد ناجي الأصم معلقاً على استقالة حمدوك
متابعات/ الرائد نت
عندما وقَّع حمدوك الاتفاق السياسي مع البرهان.. ظنَّ أن الدماء سـتُـحقَن لاعتقاده أن الشارع سيهدأ ويقبل بالاتفاق، وهو خطأ كبير في التقدير من جانب السيد عبدالله حمدوك.
كان هذا الاتفاق أيضا مؤشرًا على عدم ادراكه لوحشية ذلك الجنرال الذي جلس بجانبه وهو يوقع تلك الوثيقة.
فلا الشارع قبِل الاتفاق، ولا الجنرالات توقفوا عن هوايتهم في سفك الدماء.
لطالما علَّق الشعب السوداني في ثوراته الماضية آمالا على مسيح مخلِّص يأتي ليتقلد زمام الأمور ويخرجنا من الظلمات إلى النور.
انتهى ذلك العهد!! وأتى العهد الذي صارت فيه مقاليد الأمور بيد تلك الكتلة الشعبية برمتها.. وتلك الجموع التي خرجت الى الشارع مطالبة بنظام يعبر عن رغباتها ويرضي تطلعاتها.
فقط علينا الآن -لجانا وأحزابا وهيئات نقابية ومنظمات مدنية- التوحد حول قيادة فاعلة تقوم بترجمة هذا الفعل الثوري العظيم الى فعل سياسي بنفس القوة يقوم بإعادة ترتيب المشهد ويرد الحقوق المغتصبة الى أصحابها.
لمن يتأسف على خروج حمدوك.. فليعلم أن الطريق الوحيد الذي كان من الممكن أن يُفسح مجالاً ليطبق حمدوك خارطة ميثاق ال ٢١ من نوفمبر، هي أن نصمت وننحني جميعا لنُسلم رقابنا للبرهان وحاشيته فنقبل برئاستهم للفترة الانتقالية كلها وإشرافهم على كل مؤسسات الدولة ومفوضياتها وعملياتها الانتخابية القادمة، ناهيك عن استمرارهم في نهب الموارد وسفك الدماء.. ونحن بذلك لا نفعل شيئا إلا التنازل عن مطالبنا في دولة مدنية يحكمها الشعب لا البندقية.
فمن أراد أن ينحني ويلعق بوت العسكر، فسيجد الطريق سهلاً ومُعبَّداً أمامه ومليئا ب”الخبراء الاستراتيجيين” وراغبي الحوار وطالبي المناصب.
ومن أراد أن يبني وطناً حقيقياً، فسيجد الطريق الذي سار عليه شهدائنا صعباً ومليئاً بالرصاص الحي وقنابل الغاز وطلقات الدوشكا التي تخترق الرؤوس والأجساد.
لكنه طريق لا انحناء فيه.
السيد حمدوك:
لن نبكي على “ما كان من الممكن أن يكون، وما كان من الممكن أن تفعل الآن”
ولكن نقول لكَ: حاولتَ واجتهدتَ وأصبت حينا.. ثم أخطأت. شكر الله سعيك وما حققت في ملف رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وإعفاء الديون.
الشعلة الآن صارت في يد الثوار بكامل لهيبها.