بعد الغروب| تكتيك البرهان وخسارة المعركة..!! بدر الدين حسين على
الخرطوم الرائد نت
المتظاهرون ضد نظام الرئيس السابق عمر البشير كانوا يرددون عبارة ( تسقط بس) تعبيرا عن سقف مطالبهم والذي كان يقف عند ضرورة سقوط النظام، فقد قامت فلسفة الشباب هنا علي ان اي نظام سياتي بعد نظام البشير سيكون خيرا منه.
غير ان هنالك دوائر اخري كان تدرك ان حماسة الشباب ودفعهم خلف ( تسقط بس) تعني تهيئه المسرح السياسي لانقضاضهم عليه اذا ما برعوا في التدثر بعباءة الثورة،
وحينما اثمرت الثورة قطف هولاء الثمرة وضغطوا علي اللجنة الامنية ليتفاوضوا معها دون اي شرعية ل ، وكانوا اكثر حصافة من اللجنة الامنية حينما مارسوا عليها ضغطا اقليميا ودوليا بذلوا فيه كل علاقاتهم المشبوهة فاستطاعوا ان يقودوا العسكر للسير في الطريق الذي رسموه لهم مسبقا.
البرهان ومن قبله ابنعوف وقعوا في خطا قاتل حينما رفضوا السير في طريق سابقة المشير سوار الدهب فادخلهم القحاطة (جحر الضب) وصار عصيا عليهم الخروج منه.
لو ان القوات المسلحة حينما اعلنت انحيازها للثورة اعلنت تكوين حكومة كفاءات غير حزبية علي ذات نهج حكومة الجزولي دفع الله وحددت موعدا مضروبا للانتخابات لجنبت البلاد شلالات الدماء التي سالت والتراجع المريع الذي حدث في البلاد منذ ان جسمت حكومة حمدوك علي صدر اهل السودان فاذاقتهم العذاب اضعافا مضاعفة.
لقد اخطأ البرهان ورفاقه العسكر عند انحيازهم لثورة الشعب وهم يتقاسمون سلطة المرحلة الانتقالية مع مدنيين لم يفوضهم الشعب، ثم عاد البرهان ليعيد الاوضاع الي نصابها في الخامس والعشرون من نوفمبر المنصرم، غير انه عاد لنفس الخطا ليجعل البلاد تعيش مذيدا من الفوضى وهو يعود بذات العلة ( حمدوك رئيساً للوزراء) لتستمر ازمة البلاد تدخل في نفق مظلم لا بصيص امل للخروج منه.
وبعد مسلسل ( استقال.. لم يستقل.. تراجع عن الاستقالة) يسدل حمدوك الستار علي اسوأ تاريخ لرئيس وزراء يمر علي السودان ويعيد الكرة في ملعب البرهان في الزمن الضائع والفرصة الاخيرة.
فهل يكرر البرهان ذات الأخطاء السابقة ام يهتدي بعد كل هذه التجارب المريرة بتجربة المشير سوار الدهب ويذهب مباشرة لحكومة كفاءات وطنية تقود البلاد الي انتخابات تحدث التحول الديمقراطي المنشود.
البرهان اصبح وجها لوجه امام الامتحان الصعب فاما ان يجتازه او يذهب بالسودان الي الجحيم فايهما يختار البرهان..!!