الشاعرة مروة بابكر تكتب: الى السيد عبد الله حمدوك
متابعات/ الرائد نت
دعمناك في وقت كنا نرى ان دعمك فيه هو دعم لمبدأ التحول الديمقراطي.. أملًا في مسيرة تأسيس حقيقية تخرجنا من دوامة الفقر والديكتاتورية التي خبرناها عقودًا.
كان طريقا وعِـرًا مضينا في دروبه مثقلين بالجراح، لكن في صبيحة الخامس والعشرين من اكتوبر.. تبدى للجميع ان هذا الطريق لا يقود الا الى حتفنا.. مبددًا أحلامنا في دولة ديمقراطية تحفظ حياتنا وحقوقنا.
السيد رئيس وزراء الانقلاب:
إن المشاهد التي شهدها هذا الشعب اليوم، هي جزء من دوامة القمع والقتل التي ستطال الجميع لسنوات قادمة.
لا يمكنك أن تُنـشِئ صرحًا متينا بأساسٍ عفِنٍ متآكِل… لا يمكنك أن تبني دولة مؤسسات نزيهة خالية من الفساد وقادتها يَقـتلون المواطنين وينهبون الموارد.. وقواتهم النظامية تغتال وتغتصب وتذبح وتنتهك حرمات البيوت والمستشفيات.
ان كنت تعتقد ان الشعب سيرضخ لحكومة يظل البرهان وحاشيته وصاة عليها، فلتعلم أنها أضغاث أحلام لا أكثر
وان ظننت في لحظة توقيعك لذلك الإتفاق السياسي “المشين” انه سوف يحفظ دماء الشباب.. فها قد علمت انه عاجز عن ذلك تماما!
انت الآن جزء من منظومة تطلق الدوشكا على متظاهرين سلميين، وأمامك خياران:
أن تغض الطرف كي لا ترى أجساد الشباب وهي تُـقطَّع، وتذهب الى مكتبك صباحا لتزاول أعمالك في هذه الدولة البريتوريانية كأن شيئا لم يكن.
أو أن تقف مع ذلك الشعب الذي أتى بك وائتمنك على ثورته.
إن تقديمك للإستقالة (التي لوحت بها مرارا) هو جبن وهروب لا أكثر، وهي غير كافية بأي حال من الأحوال للتكفير عن تحالفكم مع القتلة وتنازلكم عن أهم مستحقات الشعب السوداني في دولة مدنية حقيقية.
وقوفك مع الشعب يعني أن ترفض وبشكل قاطع ممارسات هذا المجلس الانقلابي !
يعني ان تعكس للمجتمع الدولى مدى إجرام هذه المنظومة العسكرية وتحذرهم من التعامل معها بأي شكل من الأشكال !
ويعني ان تعترف أن توقيعك لذلك الميثاق السياسي هو خطأ تاريخي، وتعتذر عن هذا الخطأ لكل أفراد الشعب.. فإما قبلوا اعتذارك أو رفضوه.
لقد أعادنا هذا الانقلاب الى لحظات الثورة الأولى، بكل عنفوانها وغضبها وقوتها، وكما قلت انت بنفسك: “هنالك معسكرين فقط: معسكر الداعين للتحول المدني الديمقراطي، ومعسكر الإنقلابيين”
فأيهما ستختار؟
ولتعلم.. أن الثورة ماضية الى غاياتها.. بك او بدونك.