الاتحادي الديمقراطي يصدر بياناً حول ذكرى الاستقلال وثورة ديسمبر

0


الخرطوم/ الرائد نت

اليوم نرفع راية استقلالنا ويسطر التاريخ مولد شعبنا

من حسن الصدف ان يكون يوم 19 ديسمبر 1955م هو اليوم الذي صوت فيه البرلمان بالاجماع لصالح استقلال السودان وهو ذات اليوم الذي تفجرت فيه ثورة ديسمبر المجيدة. فحري بنا ان نهنيء الشعب السوداني العظيم بهاتين المناسبتين الحبيبتين إلى النفس والوجدان. وحيث اصبح الاستقلال واقعاً معاشاً بعد اثنتا عشر يوماً من ذلك التاريخ.
“ليس اسعد في تاريخ السودان وشعبه من اليوم الذي تتم فيه حريته ويستكمل فيه استقلاله وتتهيأ له جميع مقومات الدولة. ففي هذه اللحظة الساعة التاسعة تماماً من اليوم الموافق أول يناير 1956م ، 18 جمادى الثاني سنة 1275هـ نعلن مولد جمهورية السودان الأولى الديمقراطية المستقلة ويرتفع علمها المثلث الألوان ليخفق على رقعته وليكون رمزاً لسيادته وعزته ، إذا انتهى بهذا اليوم واجبنا في كفاحنا التحريري فقد بدأ واجبنا في حماية الاستقلال وصيانة الحرية وبناء نهضتنا الشاملة التي تستهدف خير الأمة ورفعة شأنها”.
هذه كانت كلمات الزعيم الوطني اسماعيل الازهري عند اعلانه السودان دولة مستقلة صبيحة ذلك اليوم الأغر بالقصر الجمهوري في معية زعيم المعارضة في البرلمان السيد محمد أحمد محجوب ، ويحق لنا أن نبتهج بهذه المناسبة التي كانت تتويجاً لنضال الشعب السوداني منذ دخول المستعمر السودان مروراً بمحطات وطنية هامة من ثورة ود حبوبة و قيام جمعية اللواء الأبيض وثورة 1924 ومؤتمر الخريجين في عام 1938م مثالاً.
هذا وقد شكلت ثلاثة تحديات رئيسية تاريخ سودان ما بعد الاستقلال وهي مسألة الدستور ومشكلة الجنوب السوداني ومعضلة التنمية في السودان. هذا بجانب الصراعات الأيديولوجية بين الأحزاب اليمينية واليسارية وبين الديمقراطيين والشموليين. وللأسف فقد فشلنا في هذه التحديات جميعاً. فقد انفصل الجنوب ولا زال الدستور الدائم للسودان والتنمية تراوحان مكانها ، وكان التحدي الاكبر في نظرنا هو الممارسة الديمقراطية الشائهة التي اتسمت بتغليب المصلحة الحزبية والشخصية على المصلحة الوطنية, والولاء الخارجي على الولاء للوطن ونقض العهود ، إضافة إلى الانقلابات العسكرية التي أقعدت البلاد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
لقد فقدنا جزءاً عزيزاً من الوطن بعد حرب اهلية ممتدة قضت على الاخضر واليابس ، ومن بين اسبابها نقض العهود التي يقطها الشماليون للجنوبيين ، كالعهد الذي قطعناه للنواب الجنوبيين في البرلمان بالتصويت لصالح الاستقلال والوحدة مقابل الالتزام بنظام فدرالي لحكم السودان ولم نوف به ، أيضاً إلغاء نظام مايو لصيغة الحكم الذاتي الاقليمي المتفق عليه في اتفاقية 1972م وتطبيق الشريعة.
كما اتسمت الاحزاب بعدم وضوح الرؤيا والاجماع على رؤية قومية تجسد حلم الامة في الوحدة والتقدم والتنمية المتوازنة المستدامة. وجعلها نبراساً تهتدي به الاحزاب السياسية في برامجها الانتخابية لتتنافس في كيفية تنفيذ الرؤية و استغلال الثروات التي حبانا بها الله سبحانة وتعالى لتحقيق التنمية التي ينتظرها الجميع ، ولا زلنا بعد مضي ستة وستون عاما نراوح مكاننا بل تقهقرنا كثيرا للخلف في جميع المجالات.
والحزب الاتحادي الديمقراطي بوصفه حزب الوسط الوطني ذو الانتماء الأوحد للوطن والمتناغم مع وجدان ومزاج الشعب السوداني حري به ان يقود تيار الاصلاح السياسي الوطني على ضوء التحليل لتاريخنا الحديث والعبر والدروس المستوحاة لتصحيح المسار لواقعنا المؤزوم.

فلننتفض ولنحقق وحدتنا الداخلية ولنمضي قدما في سبيل تحقيق توافق واجماع وطني على روية قومية تحقق حلم ما نصبو إليه من سودان العز والكرامة ، سودان الحرية والسلام والعدالة والتنمية المستدامة.
المجد والخلود والرحمة والمغفرة لشهداء الثورات السودانية عامة وشهداء ثورة ديسمبر على وجه الخصوص الذين لا زالوا يقدومون ارتال الشهداء فداءً للوطن ، وعاجل الشفاء للجرحى ، والعود الحميد للمفقودين ، والرفعة والتقدم لسوداننا الحبيب.

اترك رد