د. أحمد عيسى محمود يكتب: كان وأخواتها

0

متابعات/ الرائد نت

والبلاد تدخل في نفق مظلم. تقدم حزب الأمة القومي بخارطة طريق للخروج الآمن من ذلك المأزق. ولكنها في حقيقة الأمر لا تساوي الحبر الذي كتبت به. ويكفيها عارا أن تكون مدبجة بكلمة (الردة) وصفا للمناوئين من الأحزاب الوطنية. وهذه المفردة (شيوعية) خالصة استخدمها الشيوعي لوصف حزب الأمة أيام (سحله) للأنصار في الجزيرة أبا وود نوباوي بالمدافع والدبابات والطائرات. وليت الحزب تمسك بجملة (الوطن فوق الجميع) التي كتبها الجنرال برمة على سبورة الواقع بطباشيرة الوطنية. ولكن دخول كان (مريم) وأخواتها (زينب ورباح) على تلك الجملة. نصبا للمبتدأ ورفعا للخبر. أحدث لحنا نحويا ربما يكلف الحزب كثيرا في مستقبل الأيام. عليه نرى أن الحزب أصبح واجهة للشيوعي. وليس هناك ثمة فرق بينه وبين واجهات الشيوعي المتخفي خلفها (لجنة الأطباء ولجان المقاومة… إلخ). ورسالتنا للجنرال برمة نقولها بكل وضوح: (إن غناء العرضة والحماسة مثل: “الخيل عركسن حلفن يقيفن ميس” الذي يشبه الأنصار الغبش ما عاد له قيمة. وللأسف ليس معك في ذلك الحفل إلا إبراهيم الأمين ومواقفه دائما رمادية وهي أوهن من خيط العنكبوت ويكفي أنه لا لون ولا طعم ولا رائحة. أما بقية المكتب السياسي يا غالي كله مستمتع بحفل بلابل الحزب (مريم.. رباح.. زينب) وهن على خشبة مسرح القيادة يرددن: (شارع بيتنا.. نور بيتنا.. “حزب” بيتنا). لذلك أيها الجنرال ليس أمامك إلا اعتزال السياسة وتصبح خبيرا عسكريا تظهر في الفضائيات. أو الاستقالة من الحزب هروبا بجلدك وتكوين حزب جديد. أو الرقص مع الآخرين على أنغام البلال. رافعا شعار (واقعين وراك يا ريا) كما في أدبنا الشعبي في قصة طه البطحاني وود دكين. وخلاصة الأمر نهمس في أذن الجنرال بقولنا: (إن كنت مقتنع بأنك رئيس لحزب الأمة حقيقية فأنت واهم. فقيادة الحزب لها شرطان: النسب وقسيمة الزواج. وصدقا لما نقول اسأل التاريخ. فقد تآمر حزب الأمة مع الإتحاديين على عبد الله خليل مما دفعه لتسليم الحكم للعسكر. وكذلك اقرأ كتاب المحجوب (الديمقراطية فى الميزان) تجده قد صب جام غضبه على قيادة الحزب وقتها بقوله: (لقد استبدلتم سيفي الفولاذي بسيف من خشب). وكم نتمنى أن يعود حزب الأمة قويا شامخا ليساهم في حلحلة الواقع بدلا من خلخلته الحالية التي ساهم فيها كثيرا وهو يلهث خلف الشيوعي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.