ياسر الفادني يكتب: في ضيافة كاربينو
الخرطوم/ الرائد نت
يتكلم بإسلوب السهل الممتنع تطغي عليه لهجة أهلنا في دارفور ، نظرته ثاقبة ينظر إلي مستقبل هذه البلاد ويحمل همه ويتفانى في تقديم خدمة له حتى ولو أدي ذلك للمجازفة بحياته ، له منسوبين يحبونه ويتسابقون لخدمته ليس لأنه قائد لكن لأنه محبوب ومحترم عندهم ، مكث طويلا في الغابة يحمل السلاح مع رفاقه ضد التهميش حتى وصل إلى رتبة متقدمة إنه الفريق آدم يحيي عبد المولي الملقب(بكاربينو) قائد الجبهة الثالثة تمازج جلهاك ، صافحته وهو يجلس على الهواء الطلق أمام مكتب الحركة بأحد أحياء أمدرمان العريقة
سألته ما دلالة إسم كاربينو ؟ فضحك ضحكة صغيرة وقال : دا إسم الغابة ! ، ظل هذا الرجل الهادي الخلوق يلفظ الأنفاس الحري عندما يتكلم ، سرد كل المناضلات التي قادها مع جيشه حينما كان جزءا من الحركة الشعبية وعرج على العقبات التي وجدها من بعض القيادات داخل الحركة الشعبية والتي كانت تريد إبعادهم عن مائدة إتفاق جوبا مما أدى إلى إنفصالهم وتكوين جبهة تمازج التي دخلت قاعات جوبا موقعة علي إتفاقية جوبا ، الرجل يفرح كثيرا ويبتهج حينما يتحدث أنهم الآن أصبحوا فصيلا مهما في عملية السلام ، جزم بأن جبهته لا يوجد فيها تفلتات وهي على قدر كبير من الإنضباط وهي تعمل بتنسيق تام وكامل مع القوات المسلحة وهي جاهزة لأي تعليمات تصدر من القائد العام لقواته
مايحدث في دارفور من إنفلات أمني يهم ويقلق هذا الرجل كثيرا ويعتقد أن إدخال بند الترتيبات حيز التنفيذ مهم جدا في هذه المرحلة لأن الحركات المسلحة منتشرة في دارفور والسلاح منتشر بصورة واسعة و التعقيدات الأمنية كل يوم تزيد وتزيد ولا حل إلا دمج هذه القوات داخل القوات النظامية علي حسب ما جاء في إتفاقية جوبا ، تأسف علي ما يشاهده من وضع سياسي مخل برغم أنه ذكر أنهم جزء مهم ومساند لما تم في التوافق مع الحرية والتغيير حناح التوافق الوطني وكان لهم القدح المعلي في إعتصام القصر وهو من المؤيدين بشدة لما أتخذ من قرارات في الخامس والعشرين من أكتوبر ولا زال يدعم التوافق الوطني الشامل ويكره الإقصاء لأن الإقصاء ذاق مرارته في العهد السابق وكان سببا في دخوله للغابة
ما أعجبني في هذا القائد أنه يري أن السلام الخالص يأتي عبرالجلوس مع كل الاطراف والحركات التي لازالت تحمل السلاح ليس الكمرد عبد الواحد محمد نور ولا الكمرد عبد العزيز الحلو فحسب بل كل الكمردات الذين لهم حركات مسلحة ولم يأتوا إلي طاولة المفاوضات في جوبا ولا يتم إقصاء أي قائد أن ينحازوا الي السلام من أجل الوصول إلي توافق سياسي شامل في ملف السلام حتي ننشل إقليم دارفور وجنوب كردفان من وهدة الإحتراب بين أهل الوطن الواحد ووقف نزيف الدم من أجل التنمية والرخاء لمواطن المناطق المنكوبة والتي طالتها يد الحرب ولم تخلف إلا الدمار
من هنا أتمني أن يكون كل من يقود حركة جاء إلي الخرطوم موقعا علي إتفاقية جوبا أن يضع مصلحة الوطن نصب عينية ولا يلهث للحصول علي مكاسب في السلطة ، وحتى الذين لم تشملهم إتفاقية السلام ولم يكونوا جزاء منها أن يحكموا عقولهم ولينظروا ماذا خلفته الحرب ؟ غير القتل والحرق والنهب والتشريد فهذه دعوة لهم للسلام والمحبة واقول لهم :
انزلوا لامة الحرب واقذفوها بعيدا إنها نتنة .