الفاتح جبرا يكتب: أرمي مقشاشتك !

0

متابعات/ الرائد نت

راج في الآوانة الأخيرة خبر تقديم السيد رئيس وزراء الانقلابيين د.حمدوك وأخذ الخبر يتردد بين من يؤكده وبين من ينفيه ويقول بأنها إشاعة كيزانية إلى أن شاهدت المؤتمر الصحفي الذي أقامه حزب الأمة لإعلان مبادرته لخارطة الطريق (كما يدعون) ، فقد ذكر أحد المتحدثين في ذلك المؤتمر الصحفي بأن الخبر صحيح وأن سبب استقالة (حمدوك) هو عدم وجود توافق من القوى السياسية على إتفاقه الإنقلابي مع قائد الجيش وأن هذا الإتفاق قد وجد رفضا مطلقاً من كل القوى السياسية وحقيقة أيها القراء الكرام لو لا أنني سمعت ذلك بأذني لما صدقت أن يكون ذلك هو سبب (حردان) الدكتور عبدالله حمدوك لوظيفته وتلويحه بالاستقالة .
ماذا دهاك يا رجل؟ ألم تقل بأن ما حدث انقلاب عسكري بعضمة لسانك أمام العالم أجمع ؟ هل تعلم ماذا تعني كلمة إنقلاب عسكري؟ دعنا نخبرك إن كنت لاتعلم بأن (انقلاب عسكري ) يعني إعتداء العسكر على وضع شرعي في البلاد وفرض سلطتة على البلاد والعباد دون وجه حق ، أي أنه وضع غير شرعي وحكمه وحكم كل ما يترتب عليه من أحكام غير شرعي وغير معترف به أصلا فكيف تريد من القوى السياسية التي إنقلب عليها ان تعترف به وتتوافق حوله؟
هل يعقل أن تنتظر ممن إعتقلهم رئيسك الانقلابي ان يأتوا إليه مذعنين؟
ثم ألم توقع ذلك الاتفاق (منفرداً) وبصفتك الشخصية فقط ؟ اذن ما هي حوجتك للقوى السياسية الآن؟ لماذا تلزمهم به وهم ليسوا طرفا فيه ؟ هل نصبت نفسك وصي عليهم حتى ترغمهم على التجاوب معك؟
هل تعتقد بمجرد إنتماءك للانقلابين قد (شرعنت) لهم (المسألة) أصبح الوضع شرعي مثلا؟
هل نسيت من هم الذين أتوا بك لسدة الحكم وهم الذين عرفوك على شريكك الإنقلابي ثم تامرت معه ضدهم كما صرح هو ونائبه الجنجويدي بذلك ؟
الا تعلم بان من انقلبتم عليهم وطردتموهم من المشهد السياسي وزج بهم شريكك في السجون هم القوى السياسية المذكورة في الوثيقة الدستورية على علاتها وانها سلطه شرعية؟
ماذا تتوقع من باقي قوى الثورة الحية غير قوى الحرية والتغيير والتي شبعت تقتيلا وارهابا وترويعاً وقمعاً وحشياً من شريكك الانقلابي؟
هل تتوقع أن يباركوا لك ذلك الجرم الذي خنت به ثورتهم بانحيازك إلى صف عدوهم وقاتلهم مثلآ؟
هل تريد أن يتوافقوا معك وأنت تراهم يقتلون ويغتصبون في الشوارع ولما تحرك ساكنا لحمايتهم ولم تخرج حتى ببيان واحد تعرب فيه عن قلقك لما يرتكبه شريكك من جرائم ابادة ضدهم ؟
هل انت مغيب عن هذا الشعب لهذه الدرجة؟ ولا تعرف من يكون؟ ألم تقرأ عنه انه شعب أبي ذو أنفة ولا يقبل الذل والهوان والإنصياع لعديمي المثل والأخلاق وله تأريخ مشرف تليد في ذلك ؟
إلى هذا الحد أنت بعيد عن هذا الشعب و لا تعرف عنه حتى ما يعرفه القاصي والداني ؟
هل تظن ان الشعب السوداني أو القوى السياسية الرافضة لذلك الانقلاب العسكري بانهم قطيع يساقون كما صور لك ذلك شريكك البرهان بانهم يدينون له بالسمع والطاعه لانه وصي على عليهم رغم انفهم كما قال هو؟
ألم تسمع هتاف الشارع ضده وأنتم في جلسة مسائية عندما كنت في ضيافته ابان انقلابكم المشؤوم؟ ألم تشاهد في الفضائيات تلك الملايين التي خرجت ضده ؟ ألم تسمع من أشاوس الثورة وأسودها بانهم يفضلون الموت على ان يحكمهم هو؟
اين حكمتك التي سمعنا بها ولم نراها في تعليل استقالتك تلك وانت تجهل كل مايدور حولك؟ وتتجاهل كل تلك الاحداث وتتعامل معها بهذه (السلبية) وكأن شيئاً لم يكن؟
دعك من كل ذلك ألم تر ما فعله شريكك الانقلابي مع من اتفق معهم قبلك من قوى الحرية والتغيير وعبر وثيقة دستورية شهد بها العالم وأقسم (هو) بحمايتها امام الله والشعب ومع ذلك خانهم وتنكر لهم وزج بهم في السجون؟
هل تعلم أن ما ذكرته من أسباب وهمية واهية أجبرتك على توقيع اتفاقك مع ذاك الانقلابي هي نفس الاسباب التي ذكرتها قوى الحرية والتغيير شريكته السابقة عندما وقعت الوثيقة الدستورية؟
فكيف بربك تكرر نفس الخطأ وتتوقع ان تحقق نتائج مختلفة؟
اذا كانت الوثيقة الدستورية المعتمدة شرعاً أمام كل العالم لم تحم قوى الحرية والتغيير شريكته السابقة من سطوته هل تتوقع أن يلتزم هو معك أنت مثلآ؟
فلنفرض أن تلك القوى السياسية قد جاءت اليك ووقعت معك ذلك الإتفاق الذي خان الثورة وخان من أتوا بك للحكم ترى ما هي ضماناتك حتى تصدقك تلك القوى السياسية بانك سوف تحميها من إنقلاب آخر وقد لا تكون عقوبته هذه المره السجن فقط؟
هل تعتقد بأن لك حصانة لدي هذا الانقلابي بعد ما اعتقلك كما قلت انت ونكره هو؟
وغير ذلك هل تتوقع الشعب أن يتجاوب معك ويخرج لك مليونية حتى يثنيك عن تقديم استقالتك بعد ما قلت له انه لا يهمك تأييده لك من عدمه؟
وبعد كل ذلك ألم تقتنع انت وشريكك بان هذا الشعب لا يحكم الا بارادته هو فقط؟
فعلتم ما فعلتم وانقلبتم عليه وعلى ثورته وتامرتم على تحقيق احلامه بحكم مدني وديمقراطي هل تمكنتم من فعل شيء ضد رغبته؟
ألم يرغمكم هذا الشعب الثائر على الانزواء بعيدا ، وألم يشل حركتكم في تنفيذ ما تريدون؟
هذا الشعب الأبي قد حسم أمره ورفع لكم لاءآته الثلاث باللا تفاوض ولا شراكة ولا شرعية وفرضها عليكم فرضاً بأمر ثورته الجبارة
وحتى الآن لم تستطع انت أو شريكك الانقلابي البرهان ان تكسروا له كلمة أو تخرسوه .
استقالتك لا تهم الشعب ولا تهم القوى السياسية التي استبعدتها وتنكرت لها في شيء ، فقد تجاوزك الشغب مبكرا فلا تخاطبه بها واذهب بها لمن أعطاك تلك الوظيفة وعينك فيها فهو وحده من يقرر مصيرك ويحدد لك متى ترحل وبارادته هو فلا ترهق نفسك بالتلويح فقط أرمي (مقشاشتك) وامشي كما تقول النكتة !

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.