الفاتح جبرا يكتب: رسالتان
متابعات/ الرائد نت
مر على الانقلاب أكثر من الشهرين ولم نشاهد أي تصحيح للمسار المدني الديمقراطي الذي وعدنا به قائد الانقلاب عند إذاعته لبيان الانقلاب والذي ضرب فيه موعداً فقال ( خلال أيام فقط ) سوف يكون المجلس التشريعي والحكومة الجديدة والمحكمة الدستورية ، مرت الأيام ولم ينبس لنا (سعادته) ببنت شفه ولا حتى جدد الوعد ، واختفت تلك الوعود في ظروف غامضة وحتى بعد اتفاقه الغير شرعي والذي تم بينه وبين رئيس وزراءه الانقلابي ، لم يسطر فيه حتى الآن حرفاً واحداً وظلت البلاد بلا حكومة منذ ٢٥ اكتوبر وحتى الآن وتركت البلاد تحت رحمة آلة القمع الباطشة بلا حسيب أو رقيب ولاذ جميع القادة الانقلابيين بالصمت وحتى حاضنتهم المسروقة لاذت بالصمت وانزوت بعيداً عنهم في وضع يثير الاستغراش الشديد ، فمن البديهي بعد ما نفذوا رغبتهم في صدور البيان الذي هتف به ذلك التوم هجو(الليلة ما بنرجع حتى البيان يطلع) أن يكون له ما بعده ، أهو طلع البيان يا سعادة الخبير خلا (هجو) ثم ماذا بعد؟
دعونا نرسل في بريد قائد الإنقلاب، السيد (البرهان) هذه الرسالة (الأولى) ثم نتبعها برسالة ثانية للشعب السوداني علها تسهم في توضيح الرؤية المعتمة للمواطن البسيط الذي بات على مشارف الهاوية.
الرسالة الأولى للسيد البرهان:
لقد فعلت فعلتك بابعاد شريكتك قوى الحرية والتغيير في الحكم ثم تعللت بأنها أقصت الكل وأنها فاشلة، فأين توسيع المشاركة؟ وانت لوحدك تعين وترفد وتحقق وتصدر الأحكام وتنفذها؟ هل هذه التوسعة التي تقصدها وهي أن يفسحوا لك في مجال الحكم لوحدك أكثر مثلاً؟
أين حكومة الكفاءات الغير فاشلة؟ وأين محافظتك على المسار الديمقراطي بعد ما سجنت كل ما خالف الرأي؟ أين دفاعك عن الوطن بعد أن نصبت نفسك وصياً عليه بأمرك وحدك؟ هل كان كل ما تنوي تقديمه للشعب السوداني هو المزيد من المعاناة؟
هل مازلت تثق في قوات القمع الوحشية في ثبيت حكمك بعد ما رأيت من تحدي الثوار لك ودك حصونك في تلك المعارك الضارية ووصولهم لك في عقر دارك والهتاف أمام وجهك بأنهم لا يريدون وجودك في الحكم؟
على أي شرعية تظل حاكماً وأنت لا تملك ذلك الحق بعد ما انقلبت على من أعطوك الشرعية وباعوا دماء الشهداء من أجلك؟
الآن أثبت فشلك فأنت لا تستطيع الآن تعيين خفير في مصلحة حكومية بعد أن تم تجاوزك عملياً في كل قراراتك وعاد كل الموظفين الذين أقلتهم إلى وظائفهم و(بالغانوون).
الا تحس بأن الطوفان القادم اليك لن ينجيك ولو استعصمت بمرتزقة الجنجويد بعد ما لاحت العقوبات الدولية لك ولهم في الأفق؟
الرسالة الثانية للشعب السوداني البطل:
ورسالتنا للشعب السوداني البطل أن توحدوا تحت راية لجان المقاومة وكل القوى ثورة الحية المناهضة للسدنة الانقلابيين ولا تتركوا للخائن مكاناً بينكم، اصبروا وصابروا ورابطوا فانكم أشاوس وصدقتم فيما عاهدتم عليه شهداءنا البواسل الذين آمنوا بقضيتكم وقدموا أرواحهم فداء لها وانتبهوا للوطن فهو على شفا الانهيار ولا يشغلكم عنه ترهات أولئك المغرضين من بائعي الأحلام من تبع العسكر والكيزان الفاسدين.
قياداتكم الآن هي أبناءكم الثوار فلا تخذلوهم وكونوا على قدر المسئولية وبحجم تضحياتهم من أجلكم فالتفوا حولهم وآزروهم وأعينوهم ولا تعينوا عليهم، العدو يتهاوى والنصر قد لاحت بشائره فشدوا الوثاق وشمروا سواعد البناء لسوداننا الجديد والنصر حليفكم بإذنه تعالى.
كسرة :
العاقل من يتعظ بغيره (لكن) المكتولة ما بتسمع الصائحة !!