ياسر الفادني يكتب: اكتب لي يا غالي الحروف

0

متابعات/ الرائد نت

أحكي لي ياما الدنيا نورا وفرحتا ….صارت بلاك غيمة شتاء …. تنسج طيوف وتجيب طيوف والشوق جدار بيناتنا يحجب بهجتا ….هكذا أكمل الشاعر مصطفي سند صاحب البحر القديم وفاقد الكمنجات الضائعة…. الكوبلي الأول من هذه القصيدة الجميلة التي أهداها للفنان صلاح مصطفي ، تلك الأغنية التي بث فيها سند لواعج الشوق المتجدد والحب العنيف حلاوة واداها صاحب الصوت الذهبي المتفرد المتجدد فنا وعذوبة ونداوة وطلاوة…. ( الملك) في عرشه الفنان صلاح مصطفي..

مصطفي سند أبدع في رفد الغناء السوداني بقصائد ساحرة بل إختار لحروفه من يليق بها ألقا وجمالا مثال لذلك أغنية عشان خاطرنا …خلي عيونك الحلوات تخاطرنا …….لكن كان هنالك تعاون متميز مع الفنان الرائع صلاح مصطفي في كثير من أغانيه مثل هذه الأغنية التي أتناول موضوعها وأغنية سامحني غلطان بعتذر ، مصطفي سند شاعر…. بغير سواحل بحر هلامي عنيف له عدة دواوين منها( البحر القديم) (وعودة البطريق البحري) من أجمل ما قال :

تحوي توابيتي دقيق الموت
تزحف في سراديبي ثعابين الشتاء
سبري عجين السدر
سن الحوت هيكل مومياء

إتسم شعر سند الغنائي بتراكيب لحنية جميلة فيها اخيلة عميقة كلماته فيها قوة النظم وسلاسة الألفاظ والمفردات ، مصطفي سند إستطاع أن يوظف العبارات بقوة التأكيد اللفظي و ترسيخ المعاني بشاعرية عالية وصنع هذا الثوب الأنيق في هذه الأغنية الخالدة حينما قال :
ياسكة الزول البعيد ..ياحليلو………. لما اتواري غاب
خليتو يمشي وفي العيون دمعات ألم دمعات عذاب
اتمني وعدوا يكون حقيقة وعهدو ما خدعة سراب
أتمني في لهفة محب شال الصبر لما الصبر في قلبو داب

هنا الإبداع وهنأ المفردة المتجلية لمعانا من ذهب من العيار الثقيل فنا وإبداعا عندما أفصح عن مابداخله وجسد المحسوس القلبي وصار ملموسا في أرض الواقع وامام الناظر عندما قال :
ياريت الناس تشوف انا كلما تنعس شموع بوقد شموع …..وافضل أتوه عبر البلاد يارب متين وقت الرجوع ؟.. ختم هذه الأغنية بالرجاء القوي وطريقة عرض الحال بصورة حزينة ومعاناة ولا بديل غير الذي يحب :
اكتب لي.. خلي النار تموت والهم يفوت
أنا غير حروفك أفقد الدنيا واضيع…

الفنان صلاح مصطفي كان ينقي الكلمات التي يريد أن يغنيها بطريقة عجيبة ،لم يغني أبدا سخف الغناء كل مايصدح يغني بالدرر الكلامية واللحن العذب ، الذي ينظر إلي ملامح وجه شاعرنا مصطفي سند ووجه الفنان صلاح مصطفي يجد بينهما تشابه عجيب برغم أنهما لا تربطهما علاقة قرابة لكن هذا دم النبض الكتابي لمصطفي سند اختلط بذبذبة الصوت الشجي الذي يشنف الأذان ويطرب القلب وهو صوت صلاح مصطفي ، تشابه غريب في الشكل وفي اللون و في الإبداع وفي الألق الفريد ، رحم الله الخالد المقيم الشاعر مصطفي سند وأطال الله عمر الفنان صلاح مصطفي وحفظه من كل سوء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.