كمال كرار يكتب: جايين جايين يوم تلاتين

0

متابعات/ الرائد نت

في كل ركن وناصية من بلادنا عربات مدرعة، وأسلحة فتاكة، ومجنزرات، ودبابات، وجنود وضباط ومليشيات.. وملايين الدولارات تنفق يومياً على العسكرة والتجييش.
وفي مواجهة المليونيات الجماهيرية تصطف الجيوش المدججة بالسلاح، وتغلق الكباري بالحاويات، وتقفل الطرق بالكتل الأسمنتية، ويقطع الاتصال والإنترنت، ويطلق الرصاص والبومبان، وتناكر مياه الصرف الصحي تستخدم أيضًا ضد الثوار، والقتلى والجرحى يسقطون، والعسكر يطاردونهم في المستشفيات، بهدف الإجهاز عليهم..
ولماذا يحدث هذا؟ لأن الطغمة التي انقلبت على ثورة ديسمبر، تريد أن تحكم بالحديد والنار، وتظن أنها قادرة علي إجهاض الثورة بالبطش والتنكيل.
والطغمة التي تنظر فقط للكرسي والمصالح والنفوذ والأجندة الخارجية، لم تستوعب الدرس القريب، حين انهزمت قوات البشير المخلوع الأمنية والعسكرية رغم سلاحها الفتاك، ومعتقلاتها الكثيرة، وانتصرت إرادة الشعب، ورمت بالمخلوع في السجن.
والطغمة العسكرية التي تنفق أموال الشعب، على الطوارئ، والاستعداد والأسلحة، وتتحصن في قصورها.. لا تستطيع برغم جحافلها الوقوف في وجه الشارع الثائر.
هذا الشارع لا يخشى القمع ولا الإرهاب، وإن قال فعل..
ولماذا؟ لأن إيمانه بقضية الوطن، واستعداده للموت في سبيلها، لا ولن توقفه طوابير الجنود ومدافعهم (ومويتهم الوسخانة).
يتقدمون ببسالة إلى حيث هدفهم فيفر (الكجر) بأسلحتهم من أمامهم..
يقولون إلى القصر الجمهوري، فتصل المواكب للقصر عنوة واقتدارا.. لا توقفها الرصاصات الغادرة ولا أي سلاح آخر..
هذه الثورة الباسلة لم يشهد العالم لها مثيلًا، ولن يشهد..
والثورة المنطلقة الآن ضد الانقلاب العسكري، ليست ضد العسكريين الوطنيين في الجيش والشرطة، فهم ساعة المحن في خندق واحد مع شعبهم الثائر.
والآلاف من مفصولي الجيش والشرطة هم في الشوارع مع لجان المقاومة، في كل موكب واعتصام ومظاهرة.
وفي مثل هذه المعارك، يكون المحايد خائنًا للثورة، والمتفرج من ضمن الخونة، يا إما أبيض يا أسود.. والرمادي في زمرة الطغمة..
من أراد اللاءات الثلاث.. فهو مع الثورة المنتصرة عما قريب..
ومن يقول إنه ضد الانقلاب، لكنه مع الشراكة ووثيقة الذل والاستسلام فإنه مع (الخيانة)، وسينتظر حساب الشعب العسير.
وناس اعتصام الشرق والقصر أهل الموز والطحنية، سدنة الانقلاب العسكري، هم مع الخونة.. وينتظرهم العقاب أيضا.
يقول (المتخاذلون) إن الثورة بلا قيادة أو تنظيم، ومعناها الرضا (بالمقسوم) وقبول الأمر الواقع.. ومن قال إن الثورة بلا قيادة!! إن الطلائع الثورية المنظمة تقودها بتكتيك عالي جدا..
عندما هزم الثوار (كنداكات وشفاتة) قوات الطغمة، وشقوا طريقهم للقصر الجمهوري، وكتبوا بدمائهم أن النصر للشعب الثائر، انطلقت هتافاتهم في وجه الخونة (جايين جايين يوم تلاتين)، وتقفل كوبري تقفل شارع.. فالثورة تنطلق في كل مكان، وثوار بحري لن توقفهم الحاويات، إنهم يقولون (بحري كبست حكومة سقطت)..
وعند الـ 30 من ديسمبر يكتب تاريخ جديد للسودان وثورته ونضال شعبه الجسور..
وأي كوز مالو؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.