بشارة جمعة أرور يكتب: إنهم يهيؤون المناخ لحكم للعسكر
متابعات/ الرائد نت
يا لها من تسليع للوقت في الفترة الانتقالية وإهدار للزمن !!
قيل قديماً أن الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم وعاقل وأما الجاهل والعنيد والمتحيز لا يدرك عنها شيء إلا إذا أدبرت وحين يعرفها الجُهَلاءُ و يدركون أمر تلك الفتنة الجَهْلاء تكون الدماء والدموع قد إختلطت ببعضها وذاك وقت لا تفيد فيه المعرفة…، ويا للهول إنهم يعمهون…ويحبون ذلك الاستعراض ولا ينتبهون إلى جحافل تلكم الفتن الجاهلات اللاتي قد أطلن بمظهرهن القبيح وأقبلن على بلادنا يجرجرن ذيولهن ويستصحبن قريناتهن و رفيقاتهن ويوشكن على مشاركتنا وتقاسمنا العام الجديد ليقلبن علينا الاحتفالات فيجعلن عاليها سافلها ويحولن الأفراح إلى اتراح و مواجع، فهل يا ترى حان وقت التسلل للكراهية الكامنة إلى النفوس عبر ميادين الوغى السياسي الكالح والقزر،أم جاءت مرحلة الاصطدام والمواجهة بين الجُهَلاءُ من أبناء وبنات الوطن في وحل الأوهام؟! آهٍ ثم آهٍ يا وطن…، لكنا سنبذل قصارى جهدنا وكل ما نملك من قدرات لتحقيق التوافق لمواجهة التحديات والابتلاءات، برغم أن اسراب الفتنة الجَهْلاء توشك أن تتداعى علينا عبر موجة من الاحتجاجات ومظاهرات عارمة تأدي إلى انهيار ما تبقَّى من السودان أم سيكون سبباً جديد لإحداث تغيير كبير خلال العام القادم ؟! وربما قد يمهد لحكم العسكر في هذه المرحلة إذا لم تستطيع القوى السياسية أن تتخطى حالة الاضطرابات السياسية والارتباك المرضي الذي أصاب الساحة قاطبة والقوى السياسية كافة…، على كلٍ يمكن أن نتكهن بأن إستمرار مثل هذه الحالات التي تعكس حقيقة السلوك والتصرفات المشينة لبعض القوى السياسية تنبىء باقتراب حدوث المزيد من نوبات المظاهرات والوقفات الاحتجاجية والمسيرات التي قد تقود البلاد إلى الانزلاق نحو الفتن وهاوية الانهيار أو حدوث تغيير كبير خلال المرحلة القادمة والحكم قطعاً سيصبح بيد العسكر طالما ظلت نزعة التخاصم وعدم التوافق سائداً بين القوى السياسية.
وللأسف الشديد إن
القوى السياسية التقليدية التي تتبارز بغباء وضلال سياسي
في إشعال و إزكاء النيران لترشد الفتنة الجَهْلاء وقريناتها وأترابها، هي التي تمهد وتهيئ المناخ والفرص لاستمرار العسكر في سدة الحكم بسبب التناحر والتنافر السياسي الحاد اليوم فيما بينها، لأنها جعلت الفترة الإنتقالية عبارة عن سلعة تباع وتشترى وبذلك أهدرت زمن الفترة الإنتقالية دون أي اعتبارات للمصلحة العامة، وبالتالي كان قميناً لتلك العقلية الخربة أن تزيد الوضع السَيِّئ سوءًا وتفاقم الأوضاع وافرازاتها مما جعلها تشكل خطورة بالغة على الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي بسبب تنامي عنصر التشتيت والتغبيش للوعي الجمعي في المجتمع بالتضليل ونشر الأوهام، حيث تلاشت المسافات و أبعاد التغيير والتحولات الجذرية المنشودة والمرجوة ويعزَى الأمر برمته إلى افتقار القوى السياسية للإرادة والمقدرة في رسم السياسات وتنفيذها، والشاهد أن الكل تقوقع عند الصراعات الأيديولوجية والأطماع من أجل نيل المراد بالوصول إلى الكراسي والمناصب بغرض التمكين،إذاً عندما تقدم المصالح الحزبية على مصالح الشعب والوطن،وعندما تناصب بعض القوى السياسية القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى العداء السافر وتتربص للانقضاض عليها والانتقام منها،وعندما تصبح النظرة الآنية الضيقة لتحقيق بعض الأهداف الصغيرة والمكاسب السياسية الرخيصة،وتطغى حساب التصفيات البسيطة على الحسابات الإستراتيجية لدرء التأثيرات التي تستهدف البناء الوطني و حدة الصف بأستضعاف الجبهة الداخلية،حينئذ تتضح بلا شك دور التدخلات الخارجية والمأمرات التي تحاك ضد الوطن والجهات التي تسعى لتهديد الأمن القومي بتوجيه ضربة موجعة للوطن في وحدته،و عليه نطاق هذا النداء ونسميه (نداء الوطن الغالي) وندعوا كل العقلاء والحكماء من القيادات الوطنية بأن تسرع الخطى وتسعى بقدر الإمكان لتحقيق التوافق وصولاً للوفاق الكامل بالإجماع عبر الحوار والمصالحة درءاً للفتنة وانهيار الدولة.
و نقول لكل متآمر أهبل ومتربص بالبلاد والعباد هيهات هيهات ما تسعون إليه، وهيهات هيهات منا الذلة.