الصحفي والمحلل السياسي محمد عثمان الرضي يكتب: إستقالة حمدوك

0

متابعات/ الرائد نت

تفاجأت الأوساط السياسية الإقليمية والدولية والمحلية بخبر من مصادر مقربة من رئيس الوزراء السوداني دعبدالله حمدوك بعزمه عن تقديم إستقالته من دون ذكر أي أسباب لذلك

باالرغم من الخبر لم يتم تأكيده أونفيه من قبل رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك وبذلك يفتح المجال واسعا للإستفهامات والإستفسارات ويبعث بالعديد من الرسائل السالبة والموجبة في وقت واحد

إن صح الخبر قطعا رئيس مجلس الوزراء وصل مرحلة اللاعودة وإنغلقت أبواب الإصلاح والعبور أمام وجهه فلم يعد له خيار غير العودة الى موقعه الذي أتى منه فمازال الموقع شاغرا في الأمم المتحدة يفتح زراعيه لإحتضانه من جديد

حمدوك عندما قبل التكليف كان يعتقد جازما بأن الطريق إلى قيادة البلاد من خلال أرفع وأعلى المواقع في الدولة مفروش بالورود والرياحين وان رفقاء النضال سيمهدون من ألحاضنة السياسية قوى الحرية والتغيير له الطريق ويسهلون له المهمة

المجتمع الدولي كان ومازال يراهن على شخصية حمدوك ويتخيلون بأنه المهدي المنتظر الذي سيخلص السودان من أزماته المتلاحقة ولكن يبدوا عليهم أعادوا النظر مرات ومرات وأصبحوا يبحثون عن حلول بديلة عن شخصية حمدوك وشرعوا بذلك فعليا وهذا ماستثبته مقبل الايام

المتحزم بالمجتمع الدولي عريان ومن يعتقد أن المجتمع الدولي يحمل عصا موسى في حلحلة مشاكل السودان فليعيد ترتيب أوراقه المجتمع الدولي ليس لديه سياسة واضحة تجاه السودان ويتعامل مع ملف السودان بصورة لاتنبئ بخير فيتطلب ذلك موقف واضح من قبل متخذي القرار في السودان

مهما كان حجم التنازلات من قبل السودان للمجتمع الدولي فسيظل المجتمع الدولي يستعصم بالبعد عنا وينظر إلينا من مكان عالي ولايتطوع للإستماع إلينا الا عبر روايته التي ينطلق منها

للأسف الشديد أن ملف السودان أصبح في أيادي المخابرات العالمية تحركه كيفما شاءت ووقت ماشاءت ولم يستباح السودان منذ الإستقلال من قبل هذه الأجهزة المخابراتية الا عقب ثورة ديسمبر وهذه الأجهزه المخابراتيه تمارس نشاطها على رؤوس الأشهاد وبعلم الحكومه

مخطط تقسيم السودان إلى دويلات يطبخ على نار هادئة وبعيد عن الضوضاء وسيكون واقعا معاشا في القريب العاجل أبينا أورضينا وعندما نفيق من سكرة الصراعات السياسية لن نجد السودان وسنتباكى على اللبن المسكوب ونعض على أصابع الندم حيث لاينفع الندم

سنودع السودان كما ودعنا من قبل جنوب السودان الذي صار دوله مستقله من جراء فشل النخبة السياسية قاصري النظر وفاقدي القدرات والمواهب همهم الأول والأخير تحقيق المكاسب الحزبيه الضيقه ولايهمهم أن ضاع السودان اوبقي على حاله

هذه النظرة التشاؤمية التي أسطر بها حروف عمودي اليوم إنعكاس طبيعي للمشاهد اليومية التي أراها أمام أعيني على مدار اليوم ولربما يتهمني البعض بأنني لاأنظر إلا إلى الجزء الفارغ من الكوب ولكنني لم أرى الجزء المليئ من الكوب حتى أعكسه أمام ناظريكم

اترك رد