الفاتح جبرا يكتب: الشعوب لا تهزم

0

متابعات/ الرائد نت

سطر الثوار الأحرار في مليونية ١٩ ديسمبر المجيدة ملحمة بطولية تجسدت فيها كل معاني الجسارة والصمود ، صمموا على دخول القصر الجمهوري عنوة وإقتداراً وها هم قد دخلوه دخول الفاتحين ، خاضوا في سبيل ذلك الهدف معركة حمي فيها الوطيس القوات الامنية التي بدلاً من أن تحرس الوطن وشعبه وثرواته وأمنه حولته لملك خاص بهما فقط، وبعد ما نفدت ذخيرتهم من البمبان والرصاص الحي لجأوا إلى إستخدام مياه الصرف الصحي، ورأينا عشوائية تلك القوات وهي تقوم بضرب أفراد الشعب بصورة وحشية وتسرق منهم أموالهم وموبايلاتهم كما وثقت ذلك الكاميرات ومقاطع الفيديوهات المنتشرة في الميديا ، كما عادت لساحة هؤلاء الرعاع جرائم الاغتصاب مرة أخرى وسجلت تلك الحالات كما رشح في الميديا هل يعقل بالله عليكم أن تكون هذه القوات التي تباشر الترويع والإنفلات الأمني المقصود والسرقة في وضح النهار والإغتصابات هي المناط بها حفظ الأمن في بلد محترم مثل السودان ؟
لقد تحقق النصر في يوم النصر ١٩ ديسمبر ولكن هناك اخفاقات نتمنى أن تتداركها لجان المقاومة باعتبارها انها سيدة الموقف في الشارع الآن سوف أشير لبعضها على سبيل المثال وليس الحصر منها:
عدم وجود قيادة موحدة لهذا الحراك الثوري ، نعم دعونا نواجه أخطاءنا بكل وضوح حتى نعمل على تلافيها في المرات القادمة تمشياً مع سنة التطور والتعلم من التجارب السابقة فيا أبطالنا في لجان المقاومة أنتم الآن حققتم نجاحات مفرحة وبشائر النصر الاكبر قد لاحت أمامنا وبكم سوف يكتمل المشوار لذلك لابد من القيادة بحنكة سياسية وإيقاع مرتب ومنظم والعمل تحت قياداتكم التي نظمت تلك المواكب بكل هذه الدقة الآن فلن ينقصها إدارة المراحل التالية لها فقد انتقلتم من الفعل الثوري بنجاح وبقي أمامكم الفعل السياسي وقد أشرت في مقالات سابقة عن ضرورة توحيد صفوفكم وترتيب مهامها كما ينبغي، لن أقول لكم كونوا حزبكم فقط فأنتم مواعينكم أكبر من مواعين بقية الاحزاب فقد شكلتم بنضالاتكم المتطورة كياناً سياسياً جديداً لذلك أنتم مطالبين بالجديد والصحيح في كل شيء الآن بالذات وليس غداً فلابد من إعلان ميثاقكم السياسي وبرامجكم وطرحكم القادم مستصحبين معكم عناوين لابد منها وأهمها الإجابة على أهم سؤال وهو كيف يحكم السودان وليس من يحكم.
ما هي أدواتكم لتنفيذ شعاراتكم التي مات فداء لها شهداؤنا الأبرار؟.
ومن هو القائد الملهم الذي تودونه الآن ؟ وما هي صفاته لكي يوصلكم إلى بر الأمان؟
واعلموا ان أي معركة للنضال الثوري لا بد لها من قوة تحرس مكتسباتها فلابد من تنظيم تلك القوة فما حدث في مليونية ١٩ ديسمبر لابد ان تقفوا أمامه وقفة قوية وصادقة وشفافة خالية من كل العواطف وإعتباره أنه نصر تحقق ولكن سرعان ما تبخر نسبة لعدم وجود القيادة المتفق عليها ولو بالحد الأدنى.
وشيء لابد منه وهو اذا كنتم تنشدون الديمقراطية بحق وحقيقة فاولى بكم تنفيذها مع من هم يجاورونكم في الحراك الثوري ، انشروا الفكر الديمقراطي سلوكاً وليس هتافاً وانتبهوا لما يفعله بعض المندسين وسطكم وهو يخصم من رصيدكم العالي مهما تقدمتم للامام ومثال لذلك السلوك المشين الذي تعرض له السيد إبراهيم وما حدث من هتافات في ندوة قوى الحرية والتغيير في شمبات فهذا تصرف لا يشبه ثورة الوعي ولا هكذا تدار المعارك مع من نختلف معه في الرأي فإن مثل هكذا تصرفات ينبغي حسمها فورا ودون أي مراعاة أو خوف من أي تخوين سوف يرمونكم به فاذا أردتم بناء سودان جديد فلابد من تأسيسه بالأخلاق الحسنة والأدب والاحترام للغير فهذه القيم مفصلة على العلم وترسيخ مفاهيم الديمقراطية تبنى على تقبل الآخر و تصويبه اذا اخطأ واتاحة الفرصة للتصحيح فانتم السادة الآن فليس سيد القوم من يحمل الحقدا، انتبهوا لعامل الزمن فهو أغلى ما نملكه فان ضاع فلن يعوض لذلك لابد من اكمال مسيرة إنتصار ثورتنا المجيدة بكم وها انتم قد أخرستم ألسنتهم وارعبتموهم فلم نسمع لهم صوتاً و(لبدوا) داخل حصونهم يرجفون ولم يستطع أحداً منهم أن يخرج لمخاطبتكم حتى الآن وجهاً لوجه لأنهم مهزمون نفسياً وان تماسكوا وتظاهروا بالقوة أمامكم .
وها أنتم وعدتم وأوفيتم فصححوا مساركم وأجمعوا كل من اتفق معكم في الهدف على القضاء على هذا النظام الجائر فالحصة وطن والمعركة خطيرة واتحادكم مع باقي القوى الثورة الحية المناهضة لهؤلاء الأشرار ضرورة فالمستفيد الآن من التشتت هو عدوكم الأوحد وهو اللجنة المجرمة التي تحمي المخلوع ونظامه حتى الآن وأعلموا أنهم عندما قتلوكم قد قتلوكم كافة لم يتخيروا منكم من لجان المقاومة أو من تجمع المهنيين أو من قوى الحرية والتغيير فقاتلوهم كافة مجتمعين حتى النصر واستعدوا لمرحلة بناء دولتكم التي تريدون.
وتذكروا أنكم خرجتم وضحيتم من أجل الوطن وشعبه أجمع فلا تضيق بكم الأرض بوجود من يحاربون معكم عدوكم ، استلموا زمام الأمور واطرحوا البديل حتى لا يستغل ذلك الفارغ غيركم فيدخل البلاد والعباد في دوامة أخرى وتضيع مكتسبات ثورتكم النبراس لكل ثورات العالم وليس السودان وحده والنصر حليفكم بإذن الله .
كسرة :
الشعوب لا تهزم ولكن من يفهم !

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.