ابراهيم الشيخ معلقاً على مواكب 19 ديسمبر
متابعات/ الرائد نت
قال وزير الصناعة السوداني السابق إبراهيم الشيخ إن المجموعة الموجودة على رأس المؤسسة العسكرية في السودان “لم تعد مؤتمنة” على البلاد، مطالبا قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بأن يقدم مصلحة بلاده وأن يتنحى من تلقاء نفسه.
جاء ذلك خلال مقابلة الشيخ مع برنامج “المسائية” على الجزيرة مباشر، مساء الأحد، تعقيبا على المظاهرات التي شهدتها السودان أمس في الذكرى الثالثة للاحتجاجات التي أطاحت نظام الرئيس عمر البشير.
وقال الشيخ إن “الرسالة المهمة المفترض أن تصل لمجلس السيادة أن هذا الشعب بهذه الحشود التي خرجت في كل مدن السودان قالت لا مساومة ولا مهادنة ولا رجعة عن الدولة المدنية، وأن اتفاق 21 من نوفمبر/ تشرين الثاني غير مرغوب فيه، ولم يعد صالحا لحكم السودان، وأن الجماهير لم تعد تقبل بأي من الطرفين حاكما للسودان وأن الشعب لديه إصرار على الدولة المدنية”.
وعن كيفية تعاطى البرهان مع الرسالة قال الشيخ “هذه الرسالة موجهة لكل القوات النظامية ومطلوب من الأجهزة المختلفة أن تعلي من شأن الوطن، وما قاله حمدوك في الذكرى الثالثة للثورة وتحذيره أن البلد مهددة بالانزلاق ولن يكون هناك وطن ولا ثورة، مفترض أن تكون هذه الرسالة قد وصلت للبرهان والأجهزة المعنية بأمن البلد”.
وأضاف “ليس ثمة سبب لأن تتشبث أي جهة بحبال السلطة وهي غير مبالية بأمن البد التي تمر بمنعطف خطير جدا يستدعي تدخل كل الجهات المعنية، ولابد من تسليم الحكم بالكامل للمدنيين لأنه وبموجب الوثيقة الدستورية آن للبرهان أن يسلم السلطة للمدنيين”.
وتابع الشيخ: “السودان بتركيبته الهشة الحالية المؤسسة العسكرية لا يزال لها دور، وأهل السودان جميعا في انتظار أن تقول كلمتها للتاريخ وأن تحافظ على وحدة البلد، وأن تكون منحازة في ظل منعطف تاريخي خطير وتنتصر لشعبها ووطنها”.
وأضاف “ليس مطلوبا الآن اختزال الوطن في أي شخص سواء كان حمدوك أو البرهان أو حميدتي، وهذه المؤسسة قادرة على تمييز خارطة طريق تقود بها البلد إلى الأمام وهي منصتة للشعب المحتشد أمام القيادة العامة، حتى لا تضيع الدماء هدرا ويتوقف سفك الدماء، مطلوب من كل الأطراف أن تعلي قيمة الوطن ومصلحته ووحدته وسلامة أبنائه”.
وعن توقعاته في حال لم تستجب المؤسسة العسكرية لهذه النصيحة ورأت أن البرهان خير ممثل لها في السلطة قال الشيخ “نحن نراهن على وعي المؤسسة العسكرية ووطنيتها وقدرتها على التمييز بين مصير البلد ومصير الأفراد وثقتنا فيها كبيرة”.
وأَضاف: أعتقد أن البرهان نفسه مطلوب منه أن يترجل من تلقاء نفسه ويجنب البلد شر الاقتتال والانقسام بتنحيه من تلقاء نفسه كقائد شجاع يقدم مصلحة الوطن وهو أمام اختبار تاريخي يكون فيه السودان أو لا يكون يحافظ فيه على الدماء أو يستمر سفكها”.
وتابع “المجموعة التي تقود المؤسسة العسكرية حاليا والتي أبرمنا معها اتفاق المرحلة الانتقالية لم تعد مؤتمنة على مصير البلد أو الشراكة أو السلام وتحقيق العدالة وبناء السودان، كما أننا لا نثق في قدرة هذه المجموعة على إدارة انتخابات نزيهة أو تقديم قانون أو مفوضية للانتخابات أو حتى إجراءات الأمنية”.
وكان الآلاف من المتظاهرين قد توجهوا في مسيرة إلى القصر الرئاسي بالعاصمة السودانية الخرطوم، أمس الأحد، مما دفع قوات الأمن إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.
وتتزامن الاحتجاجات مع الذكرى الثالثة لانطلاق ثورة 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، التي دفعت قيادة الجيش إلى عزل رئيس البلاد عمر البشير في 11 من أبريل/ نيسان 2019.
ويشهد السودان، منذ 25 من أكتوبر/تشرين الأول، احتجاجات رفضًا لإجراءات اتخذها البرهان في اليوم ذاته، تضمنت إعلان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليَيْن وعزل رئيس الحكومة عبد الله حمدوك، عقب اعتقال قيادات حزبية ومسؤولين ضمن إجراءات وصفتها قوى سياسية بأنها “انقلاب عسكري”.
وفي 21 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقّع البرهان وحمدوك اتفاقًا سياسيًّا يتضمن عودة الأخير إلى منصبه، وتشكيلَ حكومة كفاءات، وإطلاقَ سراح المعتقلين السياسيين، وتعهدَ الطرفين بالعمل سويًّا لاستكمال المسار الديمقراطي.
إلا أن قوى سياسية ومدنية عبّرت عن رفضها للاتفاق، وعدّته محاولة لـ”شرعنة الانقلاب”، متعهدة بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق الحكم المدني الكامل.
المصدر : الجزيرة مباشر