بشارة جمعة أرور يكتب: الإخلاص في خدمة الأوطان

0

الخرطوم/ الرائد نت

إياكم أن تكونوا سببا وحاجزاً يفرق بين الناس

إذا كان واجباً على المرء أن يخوض معترك الحياة بما يناسب تحديات الزمان في خضم التطورات التي أفرزها الحراك السياسي…، فإننا نجعل من مواقفنا وطرحنا استجابة أمضى لهذه التحديات وكلما أنبتت التطورات أوضاعاً تضر بالبلاد نقذفها بسهام الرأي السديد والفكر السليم والفهم العميق للتعامل مع الأوضاع لأن مواقفنا حول القضايا الوطنية لا تمليها علينا إلا اعتبارات المصلحة العامة كما تهدينا إليها قناعاتنا الفكرية و تقديراتنا الظرفية مع الالتزام الكامل بضوابط و أعراف العمل السياسي المبني على الصدق والإخلاص لا الغش والخداع والمكر والكيد السياسي، وما بين روح المخاطرة والمغامرة الثورية فكرياً و مفاهيمياً نؤكد أن هناك روح التوكل على الله الذي ننطلق منه لتحقيق أهداف وغايات شعار( حرية-سلام وعدالة والوحدة خيار الشعب) إيماناً بأن المبدأ يغلب المادة ولو بعد حين مادام العزم سلاحاً حاسماً في خوض غمار معارك السياسة، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
و عليه أقول للقوى السياسية لو أن التجارب السياسية والتنظيمة لم تسعفكم في معرفة التعقيدات والتحديات والمخاطر التي تحيط بالبلاد، فحري بكم ألا تعرفوا المؤثرات على الولاء والانتماء، لأن لواء الولاء والانتماء لا ينعقدان بسهولة لمجرد أن يكون الحديث مكثفاً بترهات الهياج السياسي العبيط عن المظالم والتهميش وبذل الوعود الكاذبة ورفع الشعارات البراقة، إنما ينعقد لواء الولاء والانتماء بصدق النوايا والإخلاص في خدمة الأوطان بالقول والفعل والعمل الجاد، ولكن يبدو أن بعض، أقول بعض الساسة عمتهم أهواء و دوافع الأيدلوجيات أو نزعات الانتقام والتشفي عن قول الحق و إتخاذ المواقف الصحيحة، وأما نحن غير ملزمين أن نجامل في المواقف أو نرى ما يرون، فالقيادات السياسية التي تخاطر بالفترة الانتقالية وتعمل على توسيع دائرة الحريق بإشعال نيران الفتن عن طريق إكثار الانصرافيات المزرية بضيق الأفق حيناً وبالأطماع الذاتية أحياناً فليعلموا بأنهم أول من سيدفعون الثمن…ولن تفلح تلك الفذلكات اللغوية والعبارات التي يطلقونها مهندسو الدعاية السياسية والمناورات العقيمة بعد أن جمعوا الرمضا والنار بخلط القضايا المصيرية بقضايا الفترة الانتقالية في طمس واضح وصريح لمهام المرحلة، لذلك حري بنا في هذه المرحلة أن نؤكد عدم جنوحنا للمزايدة لأجل تسجيل مواقف سياسية لمغازلة الرأي العام من أجل الاستقطاب والكسب السياسي الرخيص.

إنما يجب علينا أن نبني جسور الثقة والطمأنينة فوق ركام التغابن والتخاصم المصبغة بالنمطية الزائفة والمؤسسة على محض أساطير الأولين التي تدفع بأحداث اليوم نحو تفاقم فواصلها بتضليل الرأي العام بنشر فيروسات الميول الجارف والدوافع المنحرفة في الإتجاهات المتباينة كبذرة لأزمات الغد بتغذية انحراف التصرفات السلوكية التي تتدرج حتى تصل إلى العنف، والعنف هو أقسى وأسوأ أنواع السلوك البشري لما يترتب عليه من نتائج مدمرة لكل أنواع المصالح…
يا أيها الساسة والقيادات في السودان ، كونوا دائماً جسور للتواصل والإصلاح و إياكم أن تكونوا سبباً و حاجزاً يفرق بين الناس في هذا الوطن الغالي المكلوم.

(حرية-سلام وعدالة والوحدة خيار الشعب)

اترك رد