الشيخ مصطفى ميرغني يحكي لحظات وفاة أمه.

0

الخرطوم الرائد نت

في الثامن عشر من شهر ديسمبر عام ألفين و أربعة عشر، استقبلت خبرا هو من أعظمها أثرا على “وفاة والدتي”
أذكر ذلك اليوم جيدا فكان يوم خميس،قبله بثلاثة أيام كان آخر لقاء لي مع الوالدة رحمها الله تعالى فقد تحسنت كثيرا حينها و كان الكلام يدور حول إخراجها من المستشفى لتحسن حالها جئتها في العناية الوسيطة و كان الدخول صعبا فأمسكت بيدها أصبعي و أبت أن تفكه إلا بإصرار؛كأنها كانت تعلم أنه لقاؤها الأخير معي، ما فكرت في شيء من ذلك أبدا فكنت مستبشرا بخروجها و قلت لن أراها ان شاء الله إلا لما تخرج إلى البيت استبشارا، جاء يوم الخميس و ذهبت فيه إلى الجامعة بعد توقف منها، و كان معي من ترجى رفقته دوما أخي عمر عبدالقادر ثم رجعت من الجامعة متعبا،و كنت قبلها ما نمت إلا قليلا ذهبت لأصلي العصر في المسجد اضطجعت في المسجد و كنت متعبا جدا عند الساعة 4/17 حينها شعرت كأن هناك من جاء و أخذ شيئا من قلبي قمت مفزوعا من ضجعتي لكن أرجعت ذلك للتعب لكني علمت بعدها أن هذا الوقت بالضبط هو الوقت الذي ماتت فيه أمي رحمها الله تعالى صليت و دعوت لها في الصلاة كالعادة بالشفاء و تمامه ،و هي وقتها قد فارقت الحياة، رجعت البيت لأنام قليلا ثم أذهب للوالد، فاستيقظت بعدة مكالمات من ابني خالتي و زوج أختي فرجعت للأخير منهم فقال لي : يا شاب إنا لله و إنا إليه راجعون الحجة اتوفت

يا الله! بكيت بكاء ما بكيت قبله و لا بعده مثله
سارعت لإنكار الخبر لكن جاء أمر الله فلا بد من التسليم لذلك،
تجمع الناس و جيء بالجنازة و كنت ممن شهد غسلها لحاجة و إلا فما ينبغي لرجل أن يشهد.غسل امرأة إلا زوجته أحسب الله أن ثبتني و أعانني على ذلك و وفقت للصلاة عليها و كنت حريصا على ذلك
ماتت الوالدة و صرت أشعر دائما بكسر لايجبر و فراغ لا يملأ
و فقد الوالدة والحزن عليها متجدد لا ينقطع بطول المدة فكلما تذكر. الإنسان شعر كأن الموت كان الآن و في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد قبر أمه فبكى و أبكى من حوله
بعد سماع الخبر أذكر أني هاتفت شخصين اثنين عثمان صلاح و محمد هاشم
أذكر في ذلك اليوم كل من واساني و وقف بجانبي أذكر كل تضامن كان من الناس
أذكر شيخنا ميرغني إبراهيم و قد كان واقفا على رأسي مواسيا، أذكر Awab Warrag
و قد كان واقفا بالقرب مني أثناء الدفن، أذكر أني أثناء الدفن كنت أرجو لو كان معي Ali KamalKamal
أذكر وقوف أخينا سامي الراضي و شيخنا د. عمر بخيت العقاري

أذكر ذلك الذي احتضنني ليخفف عني
أذكر. تلك الدعوات الطيبة و لما رأيت الإخوة في الدفن و الصلاة عرفت حينها نعمة الصحبة الصالحة
و إلى يوم الناس هذا هناك من يشرك الوالدة في الدعاء
فلحظات الجبر وقت الكسر لا تنسى

فالحمدلله رب العالمين
ماتت الوالدة و سأموت أنا و كلنا إلى الله راجعون

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.