ياسر الفادني يكتب: مشطت بقملها !

0

متابعات/ الرائد نت

الخطوة التي إتخذتها الحكومة الإنتقالية في المجلس السيادي بتعليق مسار الشرق لها دلالات ومعاني أثلجت صدور آخرين .. وهي معالجة لترسبات حجرية يعلوها الطين السياسي سببت عقبة دون تحقيق توافق لجل أهل الشرق على ما جاء في إتفاق مسار الشرق ، الشرق الذي ظل حظه ضعيف في سلطة الحكومة الإنتقالية ، كل هذه الترسبات أدت الي أزمة سياسية حادة وأدت إلي تصعيد في الشرق حدث لأول مرة في تاريخ السودان السياسي منذ الإستقلال وهو قفل الشرق لمدة شهر وتزيد

الأخطاء التي ظلت تقع فيها الحكومة الإنتقالية مرارا هي توقيع إتفاقيات فيها تشوهات معيبة ظلننا نكتب عنها في مقالات كثيرة ، هذه المعيبات لا يفطن لها في حينها بل سوءاتها تظهر حين التنفيذ علي واقع الأرض السياسي ، مثلا الوثيقة الدستورية التي لم يعمل بها من أول يوم عين فيه حمدوك وزراءه وخرقت ، الوثيقة الدستورية التي كل يوم تعدل وتلغي بعض بنودها ، هي التي ضيعت البلاد وخرجت معيبة شكلها لا يعجب ، الوثيقة الدستورية كان يجب أن يعكف عليها خبراء استراتيجيون وعلماء وقانونيون وتأخذ حظها من العصف الذهني الكامل لكنها كتبت بواسطة أفراد شكلوا طينتها علي حسب ما يريدون هم وتريد أحزابهم الصغيرة

إتفاقية جوبا سارت على نفس القضيب وأجهلت حركات مسلحة لها وجود في الأرض ووزن عسكري وسياسي لا يمكن غض الطرف عنها نهائيا ، حتي المسارات التي تم الإتفاق عليها لم تلق حظها من التشاور المستفيض والدليل علي ذلك تعليق جلابية (علي الله) التي فصلوها لمسار الشرق إلي تفصيل جديد لجلابية لها ( لياقة) مع السديري والسربادوك ! ، الذين وقعوا علي مسار الشرق يبدو أن عيونهم كانت مغمضة ويريدون شغل( الكلفته) وهم علي عجلة من أمرهم لكسب سياسي جديد و (لعمودية لكنها كانت بلا أطيان ) واغفلوا التكوين الديموغرافي للإقليم …

القرار الذي أتخذ في تعليق مسار الشرق أعتبر أنه خطوة في الإتجاه الصحيح لإعطاء الشرق حقوقه الكاملة وأعتقد أنه (هبش) وتر حساس في نفسية الناظر ترك ورفع معنوياته وهو في الإستشفاء بالاردن ، لكن تعليق المسار كان صدمة للذين وقعوه وخبر غير سار لهم باطنا لأنهم حاولوا بكل السبل إفشال ما يريد أن يفعله الناظر ترك ، لكن ظاهرا رحبوا بالتعليق وأصدروا بيانا بذلك وأتمني أن يكون ظاهرهم كباطنهم….

يجب أن تعرف الحكومة الانتقالية أن الوثيقة الدستورية أو إتفاقية جوبا ليستا كتابا منزلا ، الوثيقة الدستورية فيها بنود تدعوا للإقصاء السياسي وعدم بروز الرأي الآخر وكبلت جهات سياسية من المشاركة السياسية وسببت إحتقانات ظلت حجر عثرة في مسيرة الإنتقال ، إتفاقية جوبا ناقصة وبها عيوب وفيها تمنيات وأحلام لم تحقق حتي الآن ، فلا عيب إن اعترفنا بهذه الأخطاء والتشوهات وتمت معالجتها ودعونا (من مشطوها بي قملا ) كما قال الإمام الصادق المهدي رحمه الله من قبل :
عندما وصف إتفاقية سلام جنوب السودان .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.