أبوبكر عثمان يكتب : أكرموا البشير ورفاقه فهم جديرون بالتقدير والإكرام

0

متابعات/ الرائد نت

أصبح من البديهيات أن معظم الفاعلين السياسيين في ساحتنا السياسية لديهم ارتباطات خارجية.
فقد تواترت الأخبار عن أموال يتلقونها من قوى إقليمية وعالمية، قبل الإطاحة بنظام البشير وحتى اليوم.
ولم يعد سراً أنهم أصبحوا مطيةً لقوى عالمية توجهها أنّى تشاء.
وأضحى بدهياً أنهم ينفذون مخططاً أجنبياً يستهدف في المقام الأول طبيعة الإنسان السوداني وهويته وتقاليده.. وللأسف فقد نجح هؤلاء الفاعلون السياسيون في تنفيذ جزء كبير من هذا المخطط.

ولعل أخطر مافي هذا المخطط إشاعة الكراهية والأحقاد في المجتمع، وتولى هذا الجزء من المخطط من جاء من الخارج.. ومهدوا له بحملة إعلامية ضارية كافية لأن تشيطن الصحابة الكرام رضي الله عنهم ، دع عنك عمر البشير ومن حوله.

وتقتضي الأمانة أن نقول: إن البشير ومن حوله كانت لهم مزايا وكانت لهم إنجازات عظام..
أخطأ البشير ورفاقه ؟ نعم.. ولكن غلب خيرهم على شرّهم.. وكفاه أنه ورفاقه لم يكونوا عملاء ، هذا في حين أن من جاءوا من بعده يتلقون رواتبهم من خواجات .
ولثلاث سنوات لم يجد مشيطنو البشير ورفاقه إثباتات عليهم ، ورغم ذلك أبقوهم في الحبس..
ولايزال المشيطنون يتهمونه بفصل الجنوب، رغم أنهم جميعهم أججوا حرب الجنوب بالمشاركة فيها بدعم قرنق إعلامياً ودبلوماسياً وسياسياً وعسكرياً، ثم بموافقتهم على تقرير مصير الجنوب في مؤتمرهم في أسمرا 1995م.. ووثق أدوارهم بالتفصيل دكتور سلمان محمد سلمان في كتابه.
واتهموه بإبادة جماعية في دارفور، وشهد بخلاف ذلك كولن باول وأبوسانجو وبعثة الاتحاد الأوروبي والإتحاد الأفريقي ومركز كارتر.
اتهموه ، وكأن المطلوب من رئيس دولة وقائد جيش أن يوزع الورود على متمردين قتّلوا ودمروا وفعلوا الأفاعيل.

الحاكمون بعد البشير اعترفوا بأنهم كتبوا العقوبات الأمريكية بأيديهم ، وحرّضوا على ضرب مصنع الشفاء ، وضللوا حتى حاصروا نظام البشير، وحاصروا من ثم السودان.
أي خيانة أكبر من هذا ؟!
أسوق هذا لأقول: إن اعتقال البشير ورفاقه، والإسلاميين عامة، ليست أجندة سودانية.
يعتقلون لسنوات، حتى يموت بعضهم في السجن ، ومنظمات حقوق الإنسان الغربية – وعلى رأسها هيومان رايتس وآمنستي – ترفض حتى مجرد إصدار بيان إدانة لاعتقالهم، فالمسلمون بالنسبة لها ليسو بشراً لتشملهم عناية الحقوق الإنسانية.
قناعتي أن عطايا، بل شراء الذمم هي التي جرّدت متعاطي السياسة في السودان من رجولتهم ومن كرامتهم، ولم تُبْقِ لديهم ذرة وطنية .
وقناعتي أن البشير ورفاقه من الإسلاميين لن يخرجوا من السجن؛ لأن القوى الإقليمية والدولية التي تدير حمدوك ورهطه لا تعبأ بمبادئ ، ولا تعترف بحقوق إنسان ، ولا تكترث لعدالة.
وقد اعترف كاميرون هيدسون أن القوى الغربية وحلفاءها في المنطقة أنفقت مليارات الدولارات لإسقاط البشير.
كان البشير وطنياً، ولكنهم يحبون الدُّمى.. و لم يكن متطرفاً، فقد كان إسلامه كإسلامنا نحن السودانيون.. إسلام أولاد البلد، الذين يحرصون على قيم المجتمع وهويته وسَمْتِه بكل سماحته وتراحمه .
البشير يعرض مع السودانيين، ويبادلهم النكات، ويزور مرضاهم، ويغشى مآتمهم.
كان ود بلد حقيقي .
كان البشير مسلماً بحق، ولكنهم لا يحبون أي إسلام وأي إسلامي.

الغرب معروف بإسلاموفوبيا ، وبعض دول الإقليم تعتبر الإسلام مهدداً وجودياً لها ،كما صرح بذلك أحد قادة دول المنطقة مرة لنيويورك تايمز.
إذا كانت جريمة البشير القيام بإنقلاب، فحاكموا الشيوعيين، الذين قاموا بإنقلابين وقتلوا الأبرياء في ود نوباوي والجزيرة أبا وبيت الضيافة.
وحاكموا البعثيين، الذين انقلبوا، وحاكمهم البشير، وأعدمتهم المحاكم العسكرية بقانون الجيش.
مهمة القادة العسكريين يعدلوا المايل ، وحين يكون الحال مايل كما كان زمن حكومة الصادق ١٩٨٩ فالواجب الإنقلاب عليه ، وهكذا فعل البشير.
وللعسكريين دور لا يمكن تجاوزه في كل بلاد العالم الثالث.. انقلاب البشير في ١٩٨٩ كان طبيعياً، ولم يكن جريمة، ولقي تجاوباً من الشعب لا نظير له وقتها .
تعويلنا كسودانيين، بعد الله، على قادة الجيش ليعدلوا المايل ويقيموا العدل.. فسياسيونا أحذية ينتعلها زعماء في الإقليم وفولكر وكل سفير غربي بالخرطوم .
وإلى قادة الجيش أقول: لا تتركوا قائدكم البشير ورفاقه في غيابة السجن ، فتُثيروا الشبهات حولكم.. فقد كان البشير قائداً عسكرياً من الطراز الأول ، وقائداً وطنياً حفظ سيادة البلد وكرامتها، وإنجازاته على الأرض وفي كل الأصعدة خير شاهد.. نربأ بكم أن تكونوا مثل الشيوعيين حقداً ، أو مثل جماعة أربعة طويلة الرخيصين، عبيد كل من عنده مال .
فأقيموا العدل يا قادة الجيش ، واتقوا دعوة المظلومين ، ليجنبكم الله مصير القذافي وبن علي وعلي عبدالله صالح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.