د. عيساوي يكتب: اللوحة
متابعات/ الرائد نت
لوحة الوطن الحالية من الصعب رسمها بدقة. أو التكهن بعدد الألوان المتبقية لها. هناك ميثاق سياسي قادم ليضع عربة الوطن خلف الحصان (كما بشر به مهندسوه). ولكن لما يحمل بين طياته من ألغام أجزم بأنه لا يصمد برهنة من زمن. ناهيك عن مقدرته على الحل. قوى مجتمعية عريضة من الإدارات الأهلية والطرق الصوفية لعهد قريب موقعها من الإعراب (فاعل) لإصلاح الوطن لما تتميز به من الاحترام والوقار والكلمة النافذة. هذه الأيام أصبحت (مفعول به) لعوامل الدولار الداخلة عليها من جهات نافذة استعدادا لدعم تلك الجهات في الإنتخابات القادمة. أحزاب سياسية انحصر برنامجها في المعاكسة للآخر وإن كان محق. شباب مغرر بهم من جهات أجنبية عبر وسطاء اليسار يعطلون حياة المواطن بالمظاهرات المدفوعة الثمن (حبة خرشة ويومية عامل). مفكرون وقادة مجتمع عجزوا عن مد حبل الخلاص لإنقاذ الشعب القابع في بئر التناحر. منظمات المجتمع المدني مصابة بزهايمر الذهول. عملاء سفارات يسابقون الزمن من أجل إكمال مهمة التدمير في وطن (الهاملة الرقد راعيها). جيش يقابل العدو. وعديمي الضمير من الخونة المأجورين والمثليين والسيداويات يطعنون في ظهره. وضع صحي أقل ما يوصف به إنه كارثي. نظام تعليمي (مكانك سر). الزراعة والرعي حدث ولا حرج. قبائل تتقاتل بدون سبب. قادة سلام جوبا غايتهم العظمى التسكع بشارع النيل بدلا من الجلوس بين البسطاء في الراكوبة لحلحلة المشاكل. عفوا على عجزنا التام في إكمال تلك اللوحة القبيحة لوطن التسامح.
لذا رسالتنا لذرية آل أيوب عليه السلام من الشعب الصابر. إن زرعكم وضرعكم في الدنيا قد أتت عليه دابة السياسيين من بني جلدتكم. فلا تخسروا الآخرة بالجزع.