ياسر الفادني يكتب : طبتم….. وطاب مستشفى طابت

0

متابعات/ الرائد نت

المناحة التي كتبها ياسر عرمان المستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك،والتي فيها نفس الشاعر القديم القديم الشريف الرضي ، الإستقالة عبارة عن بكاء علي لبن مسكوب لا أظنه يعود وتحسر علي حال وإبراز مواقف لم تر النور وصارت خلاف بين الأول والثاني لم يفصح عنها الأول إلا بعد ( عزل ولملم عفشوا) !…. الإستقالة من أطول ماكتب من إستقالات و تعد من الاستقالات التي ختمت بمبادرة كريمة والحق يقال….

ما كتب ياسر عرمان من عرض حال ومن ثم استقالة تذكرني بالمتنبي حينما كان من المقربين لسيف الدولة الحلبي حاكم إمارة حلب آنذاك ومدحه باعذب القصائد لكنه إنقلب عليه برغم المرافعة الشعرية التي قدمها له المتتبي في بلاطه و أمامه و قال ميمته الشهيرة :
إن كان يجمعنا حب لغرته…….فليت أنا بقدر الحب نقتسم
فكان احسن خلق الله كلهم…. وكان أحسن ما الأحسن الشيم
يا أعدل الناس إلا في معاملتي….فيك الخصام وانت الخصم والحكم….
أنا الذي نظر الأعمي إلي أدبي ….واسمعت كلماتي من به صمم…
نفس الحالة النفسية والذهنية التي وجدها المتنبي هي نفس شاكلة السيد المستشار ، مدح وعتاب وبكاء وتظلم ، التاريخ للذي يقرأه جيدا يجد ان الحكم لم يدم لأحد و من كان سجانا بالأمس يصير سجينا ، والسياسة أمرها متقلب وصاحبها متقلب فعدو اليوم يمكن أن يصبح صديق الغد وصديق اليوم يمكن أن يصبح عدوا….

أنواع الإستقالات ثلاث ، نوع يكتب بطريقة مختصرة جدا…. وتحليلها أن المستقيل قد اشتط غضبا وربما (يصرف بركاوي) ! سرا أثناء الكتابة لكنه لايكتبه ! وهذا كما نقول بالعامية ( قنع من خيرا فيها ) وهواه قلب !، النوع الثاني من الإستقالات طويلة كتابتها ويبين المستقبل أنه أنجز كذا وكذا ويدعي بطولات في مواقف للتصحيح ويعاتب ويتحسر ويصف نفسه بأنه الوحيد الحادب علي مصلحة وطنه كما استقالة ياسر عرمان لكن الجديد المبتكر فيها أنه تبرع بمستحقاته لعمل الخير وهذه نسخة محدثة للنوع الثاني ، النوع الثالث يزوغ المسؤول ويلبد في منزله ولا يأتي عمله ويعمل فيها رايح وعندما يحاسب أو يسأل يقدم استقالته ويقول شغلكم دا طرفي منو ويمكن أن يقولها بالتلفون ويمكن يكتبها …ويمكن لا…! والمهم في الأمر أنه يذهب ويأتي غيره…

الشييء الذي يحيرني في الحكومة الإنتقالية أسئلة لا أجد لها إجابة ، مثل حكومة حلت بقرار من البرهان وتكليف الوكلاء بالوزارات الاتحادية و أمناء الحكومات بالولايات لتسير الدفة ، ونسمع في الأخبار أن الوزراء قدموا استقالاتهم مكتوبة !! أمر يثير الإستغراب فعلا ، ياسر عرمان هو مقال أصلا بموجب قرار البرهان الذي اقال حتي حمدوك ، إذن تقديم استقالات لا معني لها ولا فائدة فيها ….

ياسر عرمان هو بلا شك سياسي ضليع وله مواقف وتصريحات إيجابية حتي مع الإسلاميين العدو اللدود ! ولكن له هنات هنا وهناك وهي أمر عادي بالنسبة للسياسي والسياسين ، ما أعجبني في هذه الاستقالة أن ( آخر يده) من الحكومة السابقة جعله صدقة لمستشفى طابت ولعل الإختيار له معني ودلالة ، فيا أهل طابت تابعوا واستلموا تبرع المستشار السابق وادعوا له بالقبول من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، ما قرره ياسر عرمان في الفقرة الأخيرة من استقالته عمل محمود و يجب ان يفعله آخرين و ياريت مريم الصادق المهدي وزير الخارجية السابق أن تتبرع لمستشفي الجزيرة ابا وابراهيم الشيخ لمستشفى النهود حمدوك لمدرسة بالدبيبات إن ذهب ، وياليت من تبقوا مقالين….. يفعلون .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.