ياسر الفادني يكتب : تفاحة إنقلبت حميضة !

0

متابعات/ الرائد نت

التفاح معروف لكن الحميض للذي لا يعرفه هو نبات ثمرته تشبه (التبشة) في الشكل وفي الحجم لكنك إن فتحتها وذقتها يحدث لعينيك ( الفنقلة) ! و يصير شعرك في وضع الزاوية القائمة ! وإن كنت اصلعا تحس بأن رأسك يشبه (مكنة التلاجة) ! ، وتكاد أن تتقييء

إتفاقية جوبا واحدة من مستحقات مايسمي بالوثيقة الدستورية التي تحكم ولا تحكم البلاد ، إستفادت منها قبيلة معينة وجهات أخري ليس لها لون ولا رائحة لكنها ليست كالماء ! ، لم تضم حركات مهمة جدا لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال ، حركات تمتلك أراضي تسمي بالأراضي المحررة في ظل دولة لها رئيس وحكومة من لدن البشير حتي يومنا هذا ،حركة عبد الواحد محمد نور التي تضع سيطرتها علي بعض مناطق استراتيجية وحيوية في جبل مرة بل توسعت دائرتها وزادت شوكتها وقويت ولعلها استفادت من الوضع الهش الذي لازم الحكومة الإنتقالية ، حركة عبد العزيز الحلو الذي يحتل مناطق واسعة في جنوب كردفان بل له عاصمة هي كاودا وله علم وهو الحاكم وزاره من قبل حمدوك في دولته وعزف له السلام الجمهوري كانه زار اثيوبيا أو دولة جنوب السودان ! ،

إتفاقية جوبا واحدة من عاهات وتشوهات حكومة الفترة الإنتقالية صارت واقعا ( لا بتنبلع ولا بتطلع) ، بنود هذه الإتفاقية ما نفذ منها فقط هو السلطة والمناصب الدستورية لبعض الكمردات فقط ، أما أهم بند وهو تحقيق السلام لم يتم بل زادت الحرب اوارا في دارفور واحتد الاقتتال هناك وصارت أخبار دارفور مثلث أكشن خبري لا يخلو من ثلاثة إما قتل او حرق أو نزوح … حتي الحكومة المدنية التي صفقت لنفسها حينما تم التوقيع علي الإتفاقية ولم يصفق لها أحدا إنقلبوا عليها من وقعوا من الحركات المتمردة ولحقوهم ( امات طه) !

المسارات التي تم الإتفاق عليها اشتط الناظر ترك غضبا منها وتابط سيفه وخرج ! وبذل مجهودا خارقا في سبيل لفت النظر إلي قضيته وقفل شريان الشرق قرابة شهرا او يزيد حتي أصابه الإعياء والمرض ونقل إلي الأردن مستشفيا ، ترك ومن معه يطالبون بالغاء مسار الشرق ويبدو أن الإلغاء تحفه أسلاك شائكة وشوك علي الأرض ومتاريس مما استدعي توت قلوال الوسيط الجنوبي للحضور للبلاد في مهمة رسمية لايجاد درب أو (زقاق) يخرج به هذا المسار ..

إتفاقية جوبا أهم بند فيها هو بند الترتيبات الأمنية وهو نص علي استيعاب قوات الحركات الموقعة في الجيش أو الشرطة أو الأمن ، هذه الإتفاقية التي ولدت مشوهة وناقصة في العمر والحجم لم يتحرك فيها بند الترتيبات الأمنية إلي الإمام قيد أنملة! وصارت قوات هذه الحركات تجوب شوارع الخرطوم ليلا ونهارا وبعض مدن البلاد الأخري ، بند الترتيبات الأمنية الذي أوقف تحركه هو تعقيدات فنية لم يفطن لها وكوابح مالية حالت دون التنفيذ ، الآن الحكومة الإنتقالية تصرف النظر عن مستحقات ماتبقي من تنفيذ الإتفاقية لانشغالها بالازمات السياسية التي تتسارع وتيرتها كل يوم

السلام الذي ننشد كان لنا حلما نريده أن يتحقق لوقف أنهار الدماء التي ظلت تجري حتي كتابة هذا المقال في هذه البلاد التي ليس لها وجيع يشار إليه وليس فيها عقلاء ، وكنا نظنه تفاحة نقطفها من شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء حبا لهذا التراب وصونا لوحدته والإتفاق علي كلمة سواء بين مكوناته المختلفة ، لكن التفاحة صارت حميضة والحميض لا يؤكل حتي البهائم لا تقبله ، الوضع السياسي يعج بالحميض والحمد لله ،إذن اهبطوا أرض السودان تجدون الحميض بأنواعه وأشكاله المختلفة فاطلبوا منه ما سألتم !.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.