زهير السراج يكتب : لا يغير الله ما بقوم !

0

متابعات/الرائد نت

لكى يتغير الوطن الى الافضل لا بد أن يتغير الجميع، لا بد أن يتغير سائق الحافلة اﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﻗﻄﻴﻊ ﻏﻨﻢ، والبائع الذي يبيع بضاعته بأضعاف سعرها، والموﻇﻒ ﺍﻟﺬﻱ يهمل عمله ويعبس ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻚ ﻭﻳﻌﺎﻣﻠﻚ بفظاظة، والموﻇﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ كل الوقت ﻭﺗﺘﺮﻛﻚ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺑﻜﻞ ﺑﺮﻭﺩ!
لا بد ان يتغير ﺍﻟﺨﻀﺮجى اﻟﺬﻱ يخفى الخضار الجيد ويبيع التالف ويغالى في السعر، والعامل او الطالب الذين يجلس في المقاهي والكافتيريات أكثر من جلوسه في مكان العمل او الجامعة، والعاطل ﺍﻟﺬﻱ يدمن الجلوس في الظل ولعب الضمنة، متحججا بأنه لا يوجد عمل، أو ان العمل الذى وجده لا يليق به!

لا بد أن يتغير الطبيب الذى لا يأبه ﺑﺎﻟﻤﺮﻳﺾ الفقير، والمدرس الذين يتواجد في الدروس الخصوصية أكثر من المدرسة، والمدير الذى يحتكر الوظائف لاقربائه واصفيائهم!

لا بد ان يتغير ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ يتحرش بالفتيات ويتعمد الالتصاق بأجسامهن في وسائل المواصلات العامة، والفتاة التي تعتبر أن تفتيح البشرة هى وظيفتها الاساسية، وأئمة المساجد الذين يعتبرون ان أفكارهم العقيمة والتقيد بالشكليات وقال وقلنا هو الدين، والاعلام الذى يطارد المغنواتية والسفسطائيين ويتجاهل اهل العلم والفكر والفن الراقي، ورجال الشرطة والامن الذين يعتبرون أن الوظيفة الاساسية لهم هي حماية الرئيس القائد وليس الوطن!

لا بد ان تتغير احزابنا التي تضع الكراسي والمناصب والمصالح الضيقة على رأس قائمة أولوياتها وتغلق أبصارها عن مصالح الوطن الكبير، والعسكر الذين يعتبرون انهم احق بالحكم من الاخرين ويتجاهلون وظيففتهم الاساسية فى حماية الوطن والمواطنين!

المشكله اكبر من نظام فاسد، بل هي مشكلة أفكار وعقول واخلاق وطريق طويل للبناء والتعمير ملئ بالعقبات والعوائق والحفر، وكيف نزيلها فيسهل المسير!

يجب أن نعمل جميعنا بيد واحدة، لمكافحة العطالة وتوفير فرص العمل، لزراعه الأشجار، لنظافة الشوارع، لتخفيض الأسعار، لمحاربة الجشع ، لإشاعة حرية الرأى والفكر والبحث والعلم والفن الراقي، لنصرة المظلوم، لسيادة حكم القانون العادل واعلاء راية الوطن فوق الجميع!

لو لم نتخلص من أنانيتنا وعيوبنا وأطماعنا الشخصية، كأفراد وجماعات ومجتمع وشعب، ولم نتغير مائة وثمانين درجة باحترام أنفسنا وغيرنا، ونجعل العلم والعمل القيمة الاولى والاساسية في حياتنا، ستظل الدائرة الشريرة تحاصرنا وتخنقنا، وتسلمنا لقمة سائغة لوحوش الظلم والفساد والتخلف والظلام!

ابدأ بنفسك، واسرتك وحيك والمجتمع الصغير الذى تعيش فيه، ويمكن لفكرة صغيرة جدا قد تبدو تافهة في نظرك مثل نظافة المكان الذى يقع أمام مسكنك أو دفن بركة صغيرة تتوالد فيها الحشرات أو زراعة شجرة صغيرة، أن تحدث تغييرا كبيرا جدا، وتجد نفسك في وقت قصير تحب المكان الذى تعيش فيه مهما كان متواضعا، وتجتهد على الدوام لكى يظل جميلا جديرا بحياتك ومحبتك، لا بد ان نتغير الى الافضل لكى تتغير حياتنا الى الافضل، وصدق الله العظيم إذ قال: “لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.