هيثم محمود يكتب: إلا الجيش!!

0

متابعات/ الرائد نت

أسوأ ما أنتجته الثورة المصنوعة هو الطعن في ظهر القوات المسلحة والإساءة البالغة للجيش السوداني الذي ظل على مر التاريخ صمام أمان البلاد ورمز عزتها وكرامتها.

لا ينكر إلا مكابر دور الجيش في الثورة المصنوعة ولا تنطتح عنزتان في أنه لولا إنحياز اللجنة الأمنية وخيانتها للرئيس البشير لظل الثوار حتى يوم الناس هذا أمام القيادة العامة يغني لهم ديسيس مان (كنداكة نحنسها) ليك ولظلت كولومبيا رمزا من رموز الثورة ولظل خالد سفة ووجدي صواميل يحدثون الناس عن المن والسلوى بعد سقوط الإنقاذ ولما عرف الناس ابراهيم السيخ ومدني جرادل وبقية العملاء الذي اتوا من كل بقاع الأرض لتنفيذ أجندة سادتهم.

وفق تقدرات محددة انحاز الجيش للشعب وغادر رموز الخيانة إبن عوف وصلاح قوش وكمال عبد المعروف وتمومة الجرتق جلال الشيخ لسلة مهملات التاريخ بعد أن عبثت المخابرات العالمية برؤوسهم وجعلتهم من سقط المتاع بعد تنفيذهم للمطلوب!!.

للأسف الشديد جميع أحزابنا السياسية السودانية من يمين اليمين وإلى أقصى اليسار ظلت على الدوام ترتمي في حضن العسكر وتستنصر بهم للنيل من بعضها، فجميع الأحزاب السياسية السودانية جربت الانقلابات العسكرية بعد فشلها في الوصول للسلطة عبر صناديق الإقتراع ولم تستفد من تجاربها لتعاود الكرة في كل حقبة وتتشاكس حول الفترة الانتقالية.

مؤسف أن تسخر بعض الأحزاب قياداتها وعضويتها وسفهائها لشتيمة القوات المسلحة والنيل منها والتشكيك في قدراتها ومكتسباتها في الوقت الذي يقاتل فيه الجيش في الأحراش والحدود ويقدم ارتالاً من الشهداء والجرحى فداءً للدين والوطن والعرض!!.

مؤسف جداً أن تخرج المظاهرات والمواكب في وسط الخرطوم ويهتف خلالها السوقة والرجرجة والقصر (معليش ماعندنا جيش) وتتناقل الفضائيات ذلك الغثاء الذي يؤكد أننا شعب يحقتر قواته المسلحة، فالجيش ليس برهان ولا كباشي ولا ياسر العطا او إبراهيم جابر حتى نحول بغصنا لهم ورأينا فيهم ونصب جام غصبنا على هذه المؤسسة الوطنية العريقة التي تمثل أهم رومز عزتنا وكرامتنا.

علينا أن نفرق بين الأشخاص والمؤسسات فالجيش ملك لهذا الشعب والقوات المسلحة السودانية هي مؤسسة قومية تنصهر وتذوب وتتلاشى فيها كل الانتماءات الإثنية والقبلية من أجل حراسة الوطن والدفاع عن مكتسباته ويكفي أنها القوات الوحيدة في المنطقة التي ظلت متماسكة وعصية على الإختراق رغم مابذله الأعداء من جهود لتمزيقها وانهيارها.

على الأحزاب السياسية أن تتجه لبناء قواعدها استعداداً للاستحقاق الإنتخابي وأن تبعد القوات المسلحة عن أجندتها وتتفق على دستور يحدد مهام القوات المسلحة، فضعف الأحزاب وتناحرها يجعل القوات المسلحة تتدخل ويجعل البرهان وحميدتي يخوضون غمار العمل السياسي الذي يؤثر على دورهم المنصوص عليه في الدستور.

أمة لا تحترم جيشها غير جديرة بالإحترام وشعب لا يقدر قواته المسلحة سيتخطفة الأعداء وستنال منه الشعوب. ادعموا القوات المسلحة فقوتها في قوة الدولة وضعفها يعني الانهيار ، فقد انهارت جميع مؤسساتنا ولم يتبقى من دولتنا إلا الجيش.

اترك رد