حسين خوجلي يكتب: وخزات بالكلمات.

0

الخرطوم الرائد نت

إني أعتقد جازماً بأن حزب الأمة لن يطاله التشرزم ولا الفتنة ما دامت البوابة محروسة بمجموعة من عتاة العسكريين من أمثال الفريق صديق محمد إسماعيل واللواء برمة ناصر واللواء عبدالرحمن الصادق والمقدم بشرى الصادق والرائد طبيب بجيش الأمة مريم الصادق المهدي .

لن يخسر أحد بفقدان فيصل محمد صالح وبلول ومحمد الفكي سليمان بمواقعهم السيادية لأن الشارع الصحفي سيكسب محللاً لأقوال الصحف ومحرر محليات والفضائيات العربية، ومدققا لغوي يحاول جاهداً استيعاب ألفية ابن مالك.

قال ظريف المدينة عن الراهن السياسي:
الرصاصة تدل على الخساسة، والإقتيال يدل على الإحتلال، مخابرات ذات أوتاد، وجيوش ذات عتاد، وحفنةٌ من الساسة الأوغاد باعوا في سبيل الكراسي البلاد والعباد.

تأخر الفتى الجامعي ساعة عن “الترس” فقال لرفاقه مبرراً لم يعتاد والدي أن يناقشني في إختياراتي السياسية لكنه هذه المرة قال لي بصوت حازم وشفوق: (ما دام هنالك قتلة وقتلى فعليك أن تعي قبل أن تكون الضحية التالية بأن الشهيد هو الذي يضحي لتكون كلمة الله هي العليا)، وانفتح باب الحوار حاراً والفتوى على وجه الترس القصي كأنه “هيئة للأمم”.

أتمنى من كل قلبي أن تخرج مظاهرة للشيوعيين وحدهم، وللبعثيين وحدهم، وللناصريين وللمؤتمر السوداني حتى يعلم الشعب السوداني أن الحلاقيم المدربة وحدها هي التي تشكل أغلبية.

قال الفريق البرهان في بيانه الشهير :
١/ وأنه أطلق سراح الثورة من قيد مجموعة الأربعة وقزمية البرنامج والحاضنة.
٢/ وأنه فتح الساحة السياسية لجميع أبناء السودان وتنظيماته وقواه الحية، كما أنهُ ضرب موعداً للمجلس التشريعي، وحدد ميعاد للإنتخابات، وأعلن إكمال الهيئة القضائية والنيابة العامة، وفك أسر التفكيك من حقد الحزبية إلى عدالة القضائية وأعاد التعيينات العامة من أسلاب الحزبيين إلى موضوعية لجنة الإختيار.
٣/ وأنه استثنى المؤتمر الوطني من المشاركة في الفترة الإنتقالية ولم ينصره ظالماً أو مظلوماً ..
٤/ وأنه أطلق أشباه وأشباح الأحزاب لتأكل من خشاش الأرض بدلاً عن الخزينة العامة..
٥/ ووضع الرجل الأحزاب لأول مرة أمام تحدي الجماهير وإختبار الشرعية..
٦/ وأعلنها أمام الأشهاد بأنه سيسلم السلطة لحكومة منتخبة بأمر الشعب كما فعل قدوته سوار الذهب.
٧/ كما إلتزم بتشكيل حكومة من التكنوقراط يرضى عنها الشباب وترضى عنها الوثيقة الدستورية “النسخة غير المزورة” .
٨/ كذلك إلتزم بمحافظته على مواثيق السودان مع المجتمع الدولي ومع أهل الكتاب من اليهود والنصارى.
٩/ ومن كراماته أنه استرضى الدكتور حمدوك وسط دهشة الجميع.
١٠/ وأنه فتح الميناء وطريق الشرق القاري، وفتح قلوب البجا على الإنصاف والسلام، وأعاد عثمان دقنة وترك ودقلل إلى منصة التتويج.
١١/ كما أنه حفظ بثبات واثق القوات المسلحة والشرطة والمخابرات من مؤامرة التمزيق الذي يطمع فيه وكلاء الإستعمار الجديد لتبديد هذا الشعب الأبي وهذه البلاد الشاهدة.
١٢/ وأعلن بلا مواربة أنه مع إتفاقية سلام جوبا التي ضمت الحركات المسلحة إلى حضن الوطن وجعلت المحراث بديلاً البندقية وأنه يمد يداه بيضاء من غير سوء لكاودة وجبل مرة.
١٣/ وأنه يسعى لبسط الطمأنينة والأمان حتى يبلغ الراكب والراجل ما بين مدني والفاشر دون أن يخشى على محفظته وهاتفه ولسانه.
١٤/ وأنه وقع على الميثاق الوطني الذي لا يستثني أحداً إلا من أبى وأنه من الجيش الوطني وأنهُ بسم الله الرحمن الرحيم.
علّق العقلاء والواقعيون على هذه المبادئ بالصوت العالي “سوف نبصم على هذا البرنامج” وقعه برهان أو الخطيب أو البرير أو السنهوري أو مناوي أو غندور أو الدقير أو علي الحاج.

لاحظت أن السياسيين والناشطين بالحكومة والمعارضة أصبحوا لا يتحدثون عن القيمة الخرافية للدولار ولا غلاء الأسعار ولا تدهور خدمات الصحة والتعليم حتى ظنهم الناس حكاماً للسويد لا السودان.

إستمعت قبل مدة لبعض الهتافات والتعليقات المقزعة على الجزيرة مباشر وهي تنقل بعض الإحتجاجات ، وأحزنني أن يظن المشاهد العربي بأننا وصلنا لهذا الدرك من الآداء، وأن الجزيرة وصلت كل هذا المبلغ من الإستهانة بسمعة هذا الشعب الكريم.. إستناداً لمقولةٍ شهيرة في الإعلام العربي (نحن نهاجم السودان لأنه لا يملك ذهب المعز ولا سيفه ولا لسانه) .. وهذا مسلك أهلني لكي أهمس في أذن إدارة الجزيرة تلك المؤسسة الجريئة المتمردة والتي أضافت ببعض النزق والشجاعة والمهنية المنقوصة الكثير للحريات والإعلام العربي الجديد.. ورغم ما فعلوا بنا ويفعلون وأنا هنا لا أدافع عن النظام ولا عن السلطان لكنني أؤكد أن الإعلام السوداني والشارع السوداني والحكومة والمعارضة لن يتجرأوا مهما حدث من قطيعة وتطاول أن يخدشوا سمعة الأمير أو القيادات القطرية أو الشرعية بتعبير سخيف أو بكلمة جارحة، وقد تأسينا بمقولة سيدنا عبدالله بن عمر وقد كان يومها صبياً تبعه أحدهم شاتماً حتى أوصله بيته، وكان يستطيع أن يردعه بيده ولسانه لكنه إكتفى بالعبارة التي احتفت بها كتب المفضليات والرقائق “يا رجل أنا وأخي عاصم لا نشتم الناس” ولا نجد كلمة أرق وأحق من هذه في مقام دوحة العرب تلك العاصمة التي جبلت على قداسة الحياء والعتاب ويبقى الود ما بقي العتاب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.