المقدم الركن إبراهيم الحوري يكتب: رحل شيخ العرب.. رحل خريف الرازة
الخرطوم الرائد نت
رحل شيخ العرب عبدلله بلال عن عمر ناهز التسعين فهو رجل أوتي بسطة في المال سخره لإعانة الضعفاء والفقراء والمساكين وإطعام الجائعين وعابري السبيل وضيوف الوجوه وكانت كل مرحلة من عمره تاريخ يحكي عن ذاته وكرمه وسجاياه حتي اضحي الرجل أشبه بالاساطير من فرط صفاته التي يحملها ويتزين بها جود يحاكي به حاتم الطائي شغل الناس حيا وميتا هو أشبه بالأساطير غمر كرمه الجميع في سوق حلة كوكو كانت تكيته تذهب الجوع والمسغبة عن الجميع يلتف حولها جموع غفيرة من الناس حتي أشفق عليه الناس من الفقر واتهمه البعض باهدار الأموال ولكنه مضى في طريقه الذي خطه لنفسه وعاش عليه حتى لقي ربه تاركاً أجمل سيرة وقصصا كان بطلها تثير الإعجاب وتحزن لرحيله المر. بيته محطة مهمة لا يمكن تجاوزها وحياته ذاخرة بالمروءة والشهامة التي قل أن تجد لها نظير في وقتنا الحالي عاش كريما ومات كريما وترك من خلفه إرثا ضخما وسفراً عظيما من مكارم الأخلاق التي ورثها كابر عن كابر وأب عن جد وطن نفسه علي ذلك حتى ألفت روحه التسامح ويده الإنفاق ليس غريباً على قبيلة البطاحين التي أنجبت الافذاذ ورفدت السودان بالعظماء وأهل العقد والربط.
عبدلله بلال قامة سامقة
وركن ركين في مكارم الأخلاق
لم يكترث لنفسه التي تأمره بالردى وشيطانه الذي يحثه على الخنى ولم يعدم الهوى فهو بشر ككل البشر ولكنه آثر الجود والكرم حتي ساد قومه وكان في طليعتهم كوكبا منيرا يهدي الضالين ويكرس للأخلاق الفاضلة ويؤسس لنهج متفرد صاغ مواقفه ورسم معالمه من حياته الباهرة وموقفه الأخير من عفو قاتل فلذة كبده وتناوله الفطور معه حير القاصي والداني وسارت به الركبان وكان لصحيفة القوات المسلحة الفضل من بعد لله في نشر هذه الفضيلة التي دلت علي خلقه الرفيع وتفرده في مضمار الفضيلة والسؤدد
موقف عفوه عند المقدرة سرى بين الناس وعم القرى والبوادي وأشعل وسائل التواصل الاجتماعي وكان هذا الموقف خاتمة حياته والأعمال بخواتيمها
وقال رسول لله صلى لله عليه وسلم إذا أراد للهُ عزَّ وجلَّ بعبدٍ خيرًا عسَّلهُ، وهل تَدْرونَ ما عسَّلهُ؟ قالوا: للهُ عزَّ وجلَّ ورسولُهُ أعلمُ، قال: يفتَحُ للهُ عزَّ وجلَّ له عملًاً صالحًا
بيْنَ يَدَيْ موْتِهِ حتَّى يَرضى عنه جيرانُهُ، أو مَن حوْلَهُ.
فرقك في الضمير فتق جروحو وخزن
بلدك كلو فاقدك مرخ و سمر وقوزن
ناس وادي الرسن والرفدي برضو بعزن
لي فارس المغارات ام مدافعن رزن
أبكو علي العزيز نسبو ومنسل حر
قشاش دمعة الدعجة الوضيبها بجر
رقد فار المغارات ام خيولاً غر
بت الحسكنيت رزمت وأبت ما تدر
فاقداك الغفارات ام عبرتاً ضارعا
والوعر التقرقر في الأسود متصارعه
سكيمك على عدل الردوف متسارعه
ياابشنباً ملوى عالية ناقتك وفارعه
دفاع البشابه قجة الشراك
حلال البضيق عن زقرة الكوراك
كل الحيه سارفه دموعا تبقي وراك
رحل الصيد روايق همل الشراك
اياك فارس الخوده البركز الصف
غير الطيبات بي شينه مااتوصف
اصلو الدنيا متى ماتدور بتخطف كف
كان ببقالي في كفنك معاك بلَف
< >
راح سيف السحابة الديمه جايبه النصر
شروق وغروب وصعيداً وبنفقد لامصر
يابركة برا ويس وسورة العصر
تدخل الجنة لوج عالي وسكونك قصر
< >
أسأل لله لكِ والأُسرة ولـجميع آل وذويّ
الفقيد الصّبـر الـجّـميل والسُّلوان وحُسن
العزاء وندعو لله أن يتقبّله قبولاً حسنا
على روح الفقيد رحـمة لله وواسع مغفرته
اللهم أرحمه وسكنه فسيح جنّاتك وباعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب، ونقِّه من الخطايا والذّنوب كما يُنَقّىَ الثّوب الأبيض من الدّنس
اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله، اللهم أجمعنا وإيّاه في مستقرّ رحمتك، اللهم إنّا نسألك بإسمك الأعظم أن توسّع مدخله، اللهم آنس في القبر وحشته، اللهم ثبّته عند السُّؤال، اللهم لقّنه حجّته، اللهم باعد القبر عن جنباته، اللهم أكفه فتنة القبر، اللهم أكفه ضمّة القبر، اللهم أجعل قبره روضةً من رياض الجّنّة ولا تجعله حفرة من حفر النار، اللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه ، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته، اللهم ألحِقه بالشُّهداء، اللهم أفتح عليه نافذةً من الجّنّة واجعل قبره روضةً من رياضها.