د. عيساوي يكتب : فض الشراكة

0


متابعات/ الرائد نت


الثابت في السياسة هو المتغير. وبهذا يمكننا مخاطبة اليسار المتحفز هذه الأيام لهدم معبد الوطن بالكامل. مستخدما جميع أدوات الدمار الشامل بعيدا عن الإلتزام بقيم وأدب الخلاف السياسي من أجل تحقيق مبتغاه. ولكن نهمس له بجميل القول ولطف العبارة بأن الشارع قد تهلل فرحا بالإتفاق السياسي الأخير (الذي أخرجه من ضيق اليسار لسعة الشعب) إلا فئة من يافعين مغرر بهم وغالبيتهم تحت تأثير حبوب الهلوسة. ثم انهيار جدار المجتمع الدولي المتكئ عليه اليسار. وذلك بدعمه الواضح للذي جرى في السودان. وربما فات على اليسار أيضا تداعيات الأزمة الأثيوبية الحالية على الداخل السوداني وتهديد الأمن والسلم العالميين. فمهما يكن إن الحفاظ على السودان أصبح فرض عين على المجتمع الدولي. والناظر للخارطة السياسية في منطقة القرن الإفريقي وشمال وشرق وغرب إفريقيا يرى انهيار أو ضعف في كثير من دول تلك المناطق. وعلى سبيل المثال نجد الصومال بدون حكومة. وليبيا أشبه بالصومال. وتونس والنيجر ومالي حكوماتها أهون من بيت العنكبوت. وقريبا الحبشة في ملعب الفوضى وبذلك يكتمل المشهد العبثي. وحينها تكون المنطقة بأسرها خارج دائرة القانون الدولي. الأمر الذي يلقى بظلاله على تعكير صفوة العالم. وعلى أقل تقدير سوف تنشط الهجرة غير الشرعية تجاه الغرب. والجماعات المتطرفة غالبا ما تحل محل تلك الحكومات. ولكن المحافظة على حكومة السودان ودعمها يقي المحيط الإقليمي والعالم الغربي شر تلك الهجرة. ومصلحة العالم أجمع تقتضي دعم الإتفاق الحالي لأنه على أقل تقدير ليس في الإمكان أبدع مما كان. عليه رسالتنا لليسار نقولها من باب حرصنا على الوطن وخوفا عليه من الضياع: (إن جميع خيوط اللعبة أصبحت بيد الغير. ولكن بتغيير التكتيك الحالي سوف تعودون قريبا لاعبا أساسيا في ميدان السياسة الوطنية. وذلك باستخدام الأدوات السلمية التي تفرضون بها أنفسكم على الشارع. لذا المطالبة بفض الشراكة مع العسكر ضرب من الخيال. ونوع من المراهقة السياسية. لأن الفترة الإنتقالية مرتكزها الوثيقة الدستورية القائمة على الشراكة).


للتواصل مع د. عيساوي ٠١٢١٠٨٠٠٩٩

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.