إسحق أحمد فضل الله يكتب : ونبدأ قبل البداية

0

متابعات/ الرائد نت

و في المواقع من يسألنا ساخطاً عن حمدوك ليقول :
الخاين القذر الأبله دا … جبتوه من وين ؟
و باللغة التي إبتكرتها قحت نقول للرجل
: جبناه و بس … !!
و من يدَّعي المعرفة و يقول
: … نحن عارفين …. حمدوك إنتوا ماسكين عليه زلّة
( و نفهم أنه يعني فيديوهات فضائح ) و الرجل نحكي له حكاية …. و الحكاية تعني أن لغة التعامل الآن هي شيء مختلف
و نحن بدلاً من أن نقول إننا لا نعلم شيئاً مما قال / …. من الفضائح / فإننا نكتفي بالحكاية
و الحكاية التي نسمعها من صديق بعض ما فيها هو
رئيس دولة أفريقية يزوره رجال مخابرات دولة أوربية و يعرضون عليه ( فيديو) و الفيديو كان تسجيلاً للرئيس هذا و هو في الفراش مع فتاة …
و رجال المخابرات يعرضون على الرئيس إما أن يكون من عملائهم أو أن يطلقوا الفيديو في الشبكة ..
و الرئيس يفاجئهم بإظهار الإبتهاج العارم و هو يقول لهم
: يا سلام … يا سلام … الفيديو دا يكشف أنني ممتاز جداً … من فضلكم أنشروا الشريط فالشعب شعبي الذي أعرفه يعجبه جداً أن يكون رئيسه بهذه الصفة و لا دعاية لي تصنع الشعبية أكثر من هذا .. من فضلكم أنشروا الفيديو هذا
…..
و الحكاية تعني أن لغة العالم اليوم تختلف
و الرجل الشيوعي المعجب بأمريكا نقول له
نحن / إن صح ما تقوله و الذي لا نصدِّقه / نحن إذن النسخة السودانية لكلينتون و مونيكا ليونسكي ..
و الرجل نقول له
حمدوك كان كذا … إو كان كذا نحن جبناه و بس
(٢ )
و بعيداً عن المقطع … حسب تسمية السودانيين للحديث الهازل نجد و يجد الناس كلهم أن مقدِّمة الفيلم التسجيلي لحادثة تشير نوبل
و التي ترسم الضخامة الضخمة للحدث هي مقدِّمة أولى بها مشهد السودان في ظهيرة الأحد الماضي
و الفيلم التسجيلي الرائع لحادثة إنفجار المفاعل الذري السوفيتي فيلم يبدأ بجملة غريبة
جملة تقول (( … قبل عامين و دقيقة ))
و الفيلم يطلق الحادث الضخم في ذاته و عند الناس و آثاره
و ما حدث في القصر الجمهوري الأحد / لحظة التوقيع / حدث يستحق أن يبدأه أهل الكتابة بجملة
( … القصر الجمهوري … الثانية و دقيقة … و … )
و التسجيل الذي يحمل الإنفجار الهائل للفرح عند الناس شيء يجب أن يبدأ بالإشارة إلى أن ((الفرح الغريب و الهائل عند الناس … عند الناس كلهم ….. كلهم …. كلهم … سببه ليس هو أن الناس ينتظرون حدوث شيء …
الفرح سببه هو أن الناس كل الناس يتخلصون في لحظة من السجن المخيف الهائل القاتل الذي أغلقتهم فيه قحت
( هل هناك أي سبب آخر؟ )
الناس تخلَّصوا من قحت لكن …
( ٣ )
ماركيز في رواية ليلة الأم العظيمة يصف حفلاً
و يصف صباح اليوم التالي للحفل
وفي صباح الحفل اليوم التالي للحفل كان هناك الشمس و الكراسي المحطمة و المقلوبة و المبعثرة و كان هناك المصابيح المضاءة في الشمس و بين حطام الكراسي أوراق الطعام و بقايا الطعام و علب المشروبات و القيء و البول و بعض السكارى الراقدين على الأرض و ..
و التوقيع و فرحة الناس بالتوقيع شيء مثل الليلة الكاربة هذه
لكن الشمس سوف تطلع
عندها الناس إن حدَّثهم أحد في الأيام القادمة عن الحكومة و فلان و فلان رفعوا رؤوسهم من تحت الكراسي و قالوا
: الطعام …. كيف
و إن حدَّثهم أحد عن حمدوك رفعوا رؤوسهم من تحت الكراسي و قالوا
: المستسفيات … كيف
و …..
و التعليم كيف
و ….
و الأمن كيف ..
و ….
و ألف شيء فحكومة قحت لم تترك شيئاً لم تُدمِّره
و الناس سوف تطلب
و الراجل في الدولة اليقول للناس …. أصبروا .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.