جدو احمد طلب يكتب : شتان ما بين اعتصام القصر واعتصام القيادة الممول خارجيا
متابعات/ الرائد نت
الساعة تشير إلي الحادى عشر ظهراً كان موعد ذهابنا إلى إعتصام القصر الجمهوري برفقة عدد من الصحفيين والإعلاميين مٌراسلي الوكالات الإعلامية بمختلف مستوياتها ومسمياتها ، وصلنا إلي بوابة القصر تم تفتشينا كما المعهود عند نقطة تفتيش أي إعتصام ثورى، والاهزوجة المحببة للثوريين “أرفع يدك فوق التفتيش بالذوق”، بعد أن تمت العملية بروح طيبة سمحوا لنا بالدخول إلى ساحة إعتصام القصر، هنا الجميع كان يلتزم مكانه بينما هناك الآلاف ممن يفترشون السجادة شمالاً وجنوباً ، وغرباً في صورة مجتمعية تؤكد عظمة هذا الشعب المسالم الذى تنادى من كل حدبً وصوب مجتمعاً ليؤدى صلاة الجمعة أمام القصر الوطني لجمهورية السودان، تمت الصلاة ، وانتشر الزملاء وسط المعتصمين ، لتداول الحديث معهم حول مطالبهم وإمكانية تحقيقها.
حقيقة ما يميز إعتصام هذا القصر هو أنه ليس به أي ظواهر سلبية أو ملامح خمر أو تهشيم زجاج الماره ، هنا إجتمع الناس لأجل الحرية والعدالة والسلام ، مؤمنين بقضيتهم رافعين شعارهم الواحد لا غيره “حل الحكومة”، ومن خلال تجوالنا يمكننا القول أن هذا الاعتصام وبهذا الشكل الذي وجدناه هو جامع لكل أنواع الطيف من شعبنا السوداني المغوار، الشعب موجود ولسان حاله يقول نعم لحل الحكومة.
عزيزي القارئ أن الذي تراه من حشود جماهيرية ضخمة معتصمة أمام القصر الوطني لجمهورية السودان ، ماهم إلا شعباً سودانياً أصيلاً جاء من كل ولايات البلاد ، مؤكداً رغبته الأكيدة للتحول الديمقراطى الذي ينشده الجميع . والمتتبع في الأيام الماضية لمجريات الاحداث، يلاحظ أنه تمت شيطنة إعتصام القصر بنجاح وذلك عبر أستفذاذهم التام لهولاء السودانيين الذين قالوا كلمتهم بصوت عال لابد من حل الحكومة وتشكيل حكومة كفاءات وطنية تلبى حاجة الوطن والمواطن.
بالأمس حينما كان الجميع معتصماً بالقيادة العامة للجيش السوداني كٌنا حضوراً قوياً نحمل أجهزة الإعلام أقوى من كل شيء ننقل نبض الاعتصام بصورة أخلاقية ملتزمين بمهنيتنا ، حينها الكل كان يأكل ويشرب ما لز وطاب دون أن يسأل من أين جاء الدعم ومن الذي يدعم هذا الاعتصام حتي جاءت حكومة عبدالله حمدوك ، والذي يتحدث عن دعم إعتصام القصر الممول شعبياً لماذا لم يسأل عن دعم إعتصام القيادة الذي كان يتوفر فيه كل أنواع المأكولات والمشروبات حتي سقط الرئيس المعزول البشير .
الشواهد أن إعتصام القصر يشهد حركة تزايد أعداد كبيرة من المدنيين الذي ضاقت بهم السبل وأصبح الجوع سيد الموقف، تتواصل الوفود لحظة تلو الأخرى ، وما يميزهم ، شعارهم الدائم نعم لحل الحكومة وتشكيل حكومة كفاءات وطنية تلبى حاجة الوطن، والذي يتحدث عن إعتصام الشعب هذا ، مستهتراً وواصفاً بأنه إعتصام (موز) عليه أن يذهب إليهم ويسمع قضيتهم ، هنا الناس يشبهون بعضهم بعضاً، جينات شعب سوداني أصيل تنادى من كل شبر من أرض هذا البلد العظيم، جاءوا لأجل حل الحكومة، وحل حكومة عبدالله حمدوك أصبح ممكناً لطالما الملايين يعتصمون أمام “القصر” ركع سجد مبتغين بالله ربه وبالاسلام دينا.
القارئ الكريم خلاصة القول بأن هذا الاعتصام يشبه السودانيين، الذين ما تهاونوا يوماً عن الزود والدفاع عن وطنهم ، كل السودان إجتمع في لوحة وطنية زاهية الألوان تجعلك تتأكد أن الشعب قد خرج وقال كلمته : نعم لحل الحكومة ؛ عليه هذه الحكومة وبحسب رأى الكثيرين هي شبيهة أو اسواء من حكومة الإنقاذ التي سقطت وخطاب التوم هجو بالأمس ماهو إلا تأكيداً عن عدم رضاهم كشركاء عن أداء هذه الحكومة التي نصف وزراءها أصبحوا ينادون لإسقاطها ، بينما هناك جزء كبير منها قد أعترف بأنها “حكومة جوع” الذي كان يتحدث عنه المعتصمين ، بينما رسل وعملاء السفارات الأجنبية الذين هم علي سدة الحكم لا يريدون إسقاطها وقد سقطت تب .