محمد عثمان الرضي يكتب : خطاب حمدوك
متابعات/الرائد نت
الخلافات السياسية في الأحزاب السياسية السودانيه صارت من السمات المميزه وذلك دلالة واضحة على عدم النضج السياسي لمن يقودون هذه الأحزاب
تقديم المصالح الحزبية الضيقة والمكاسب السلطوية أعمى قياداتنا السياسية إالي الإلتفات إلى المصالح الوطنية العليا واصبح الهم الشاغل لهم في التشبث بالمناصب الوزارية وتحقيق المصالح الشخصية دون الإلتفات إلى قضايا الناس
ولم تسلم الحاضنه السياسية للحكومة الإنتقالية من هذه الخلافات ممانتج عن ذلك عدم الإتفاق على برنامج سياسي واحد تتوافق حوله من أجل كيفية إدارة إدارة الفتره الإنتقالية والخروج بها إلى بر الأمان
تبادل الإتهامات والتراشق الإعلامي بين شريكي الحكم مابين المكون المدني والعسكري بلغ ذروته ووصل إلى مرحله متأخره جدامن الصعب بمكان العوده به إلى ماكان عليه واصبح من الإستخاله بمكان جلوسهم تحت سقف واحد وذلك لاإنعدام الثقه فيمابينهم
إتسمت المساعي التي بذلها رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك من أجل إحتواء الأزمه وتقريب وجهات النظر بالموضوعيه والحيادية وإستخدم فيها كل الوسائل الممكنة والمتاحه وذلك بهدف إيجاد معالجات مقبوله بين الطرفين وذلك لضمان إستمرار الشراكه بشكلها الحالي إلى حين الوصول إلى مرحلة الإنتخابات
الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء عبدالله حمدوك مساء الأمس يعتبر خارطة طريق واضحة المعالم إذا عمل الطرفين بها يمكن الخروج من عنق الزجاجة والعبور إلى الأمام بخطى ثابته
الخطاب أشار إلى نقاط إيجابيه حدثت خلال الفتره الماضيه تمثلت في إنخفاض ملحوظ في معدل التضخم وإستقرار سعر صرف الدولار وقطعا هذه إيجابيات تستحق الوقوف عندها والإحتفاء بها ودعمها لضمان إستمراريتها للوصول إلى غايتها المرجوه
الإعتراف بقضية الشرق العادله والدعوه إلى قيام مؤتمر دولي من أجل تنمية وإعمار الشرق وباإشراك كل المكونات الإثنيه القاطنه في ولايات الشرق من دون عزل اوإقصاء اي مجموعه وبذلك نخطو خطوات جاده نحو الأمام وينعكس ذلك إيجابا في إزالة حالة الإحتقان بشرق البلاد
إحترام المنظومه الأمنيه بكامل وحداتها العسكريه والتأمين على دورها الهام والأساسي ودعمها بتوفير كافة المعينات اللازمه للقيام بدورها على الوجه الأكمل كانت من النقاط الهامه التي تناولها خطاب رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك وهذه دلاله واضحه على قناعة رئيس مجلس الوزراء بدورها في بسط هيبة الدولة وإنفاذ حكم القانون
إنقسم الناس في تقييم خطاب رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك مساء أمس مابين مؤيد ومعارض ومتحفظ هنالك من يرى أن الخطاب شافي وضافي وخاطب القضايا الأساسية وشخص الأزمه ووضع الحلول المناسبه وهنالك من يرى أن الخطاب عاطفي وفضفاض ولايحمل اي مضمون مفيد بل الهدف منه قطع الطريق أمام مليونية السادس عشر من أكتوبر الداعمه لقوي الحريه والتغيير منصة التأسيس
الحشد والحشد المضاد وإستعراض القوه وإثبات الوجود بغرض إحراز الهزيمه للطرف الأخر والسعي لإضعاف الخصم السياسي لايخدم قضية الوطن بل يزيد الطين بله ويساهم في تعقيد المشهد السياسي
الإستقواء باالأجنبي والسعي له في كل كبيره وصغيره من أجل كسب وده وإستدرار عطفه من أجل المناصره والتأييد لايخدم قضايانا بل يعمق من جراحاتنا ويوسع من حجم الهوه والشقاق مابين أبناء الوطن
خطاب رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك مساء أمس بمثابة الفرصه الأخيره يجب إغتنامها اليوم قبل الغد والعمل بموجبها وذلك من خلال تقديم تنازلات من كل الأطراف من أجل الخروج من المأزق الخطير
الشعب السوداني صانع الثورات العظيمه يعاني معاناه لاتوصف في كل مناحي الحياه اليوميه وينظر ويرصد ويتابع باإهتمام كل مايدور في الساحه السياسيه ويلتزم الصمت الجميل ويمنح الفرصه تلو الأخرى من أجل أن تستفيد الحكومه من أخطائها وتتفرغ لخدمته في تحسين أوضاعه المعيشية
السودان بلد مترامي الأطراف ويمتلك إمكانيات إقتصاديه مذهله لاتتوافر لأي دوله في العالم وقديما قيل أن السودان سلة غذاء العالم وبقليل من الجهد يمكن الإعتماد على الذات في كل شي بل ونصدر مايفيض عن حوجتنا ولايكون ذلك باالصراعات والتناحر وتبادل الإتهامات بل يكون ذلك باالعزيمه والتجرد ونكران الذات وحب الوطن