الفاتح جبرا يكتب : بكانا وين..؟
متابعات/ الرائد نت
ما زال الخوف يفعل الأفاعيل في السادة منفذي مجزرة القيادة العامة بقرب نهاية فترة رئاستهم، فهم لم يتركوا طريقاً لبقائهم الا وسلكوه ولو كان ذلك بالتضحية بأمن واستقرار البلاد ونفاذ احتياطي البلاد من الغذاء والدواء والبترول عن طريق قفل الشرق رئة البلاد الاقتصادية الوحيدة عبر استصناع الأزمات من شاكلة ما يقوم به الكوز ترك الذي فضحهم وبسذاجة شديدة، أو التضحية بقوات الأمن والمخابرات والشرطة كما في العمليات الارهابية المرسوم لها عبر الأجهزة الاستخبارية ككرت أخير في يد العسكر يجعل البلاد غارقة في الخوف من تفجيرات الخلايا الارهابية الداعشية المزعومة والتي أصبحت معروفة للكل بأنها أسلحة الدكتاتوريات لتهديد البلاد التي تنادي بالحرية والتي طبقت من قبل في سوريا واليمن والعراق وأفغانستان والآن جاء دور السودان حتى يتسلم العسكر الحكم بالادعاء زوراً وبهتاناً المحافظة على الأمن والسلم في البلاد وفرض قانون الطواريء كمنفذ للبقاء متذرعين (بما تمر به البلاد من ظروف أمنية حرجة) !
فالبرغم من خطورة وجود هذه الخلايا الارهابية والتي اطلقت على نفسها اسم التيار الرسالي وأكدت ألا علاقة لها بداعش (نظام زوغة وكده) الا أن الشعب والجيل الراكب رأس لم تنطل عليه هذه المسرحية الساذجة مثلما لم تنطل عليهم كل المسرحيات السابقة من نقرز و٩ طويلة وقصة ترك والانقلابين العسكري والمدني الأخير و التي كلها كانت بداعي التخويف والترويع والإرهاب حتى يتقبل الشعب الرافض للعسكر فكرة استمرارهم في السلطة من أجل الفرار من (الحساب) ، فقد تعامل الشعب مع الموضوع بشيء من اللامبالاة وصلت بهم انهم كانوا يقومون بتصوير (المداهمات) لهذه الخلايا الارهابية ورصد كل ما جرى فيها و بالتفصيل وبرغم انها مجازفة صعبة الا انها أوضحت كثيراً من الحقائق التي كشفت عورة الذين يدعون انهم حماة الثورة والوطن فالبرغم من الإنتقادات التي وجهت عند تنفيذ العملية الاولى والسقطات الأمنية التي راح ضحيتها أبناؤنا شهداء الواجب من جهاز الأمن المخابرات فقد جاء التعامل أمنياً مع العملية الثانية بنفس (التاكتيك) الذي لا علاقة له البتة بما يحدث عند مداهمة أوكار الخلايا التخريبية المسلحة وقد أسهب أهل الإختصاص من العسكريين والخبراء في هذا المجال لجملة من الأخطاء التي تمت مما جعلنا نرجع البصر كرتين لكي نرى لماذا رموا بهم في هذه التهلكة ؟
إن كثيراً من الملاحظات يمكن لرجل الشارع والمواطن البسيط ان يلاحظها فما حدث في هذه المرة لا يقل فداحة عما حدث في الاولى فقد تمت المداهمة في ساعة الذروة في وقت تعج فيه الشوارع بالمارة والعربات دون أي (انذار) أو توجيهات للناس لأخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن الموقع ودون أي تطويق أمني للمنطقة يمنع المارة أو الجيران من التحرك ويلزمهم البقاء في منازلهم على الأقل بالاضافة لعدم وجود أي قوات للاسناد تحسباً لوجود مقاومة أكبر من الإرهابيين ولا حتى اسعافات للاصابات المؤكدة وليست المحتملة لأن العملية فيها إصابات لأي من الطرفين لا محالة و الأغرب من ذلك أن الاتصالات و (الإنترنت) ظلت موجودة وكان من المفترض قطعها حتى لا تتسرب المعلومات التي قد تساعد في توصيل المعلومات للخلايا الأخرى في الأماكن البعيدة بالاضافة لذلك (وقبل ده كولو) كان لابد من توفر المعلومات الأولية على الأقل عن نوع أسلحتهم وكميتها حتى يحددوا حجم القوة المداهمة لها والتحوط أكثر لها وكان لابد من وجود (مكبرات صوت) ومفاوضين لهؤلاء المجرمين اذا استدعى الأمر ذلك، كل هذا غاب عن هذه الأجهزة الاستخبارية وقواتها التي يصرف عليها المليارات من عتاد وتدريب كما سمعنا من (نفس الزول).
لقد رأينا الكثير من عمليات المداهمة والقبض على (الدواعش) والتي تنفذ بذكاء ودهاء تام ورصد دقيق وإحترافية متناهية لكن ما شاهدناه في السودان أمر عجيب يضاف لتلك الاحداث المفتعلة التي ذكرناها والتي لا تخلو من رائحة الخيانة والانتقام من (نفس الزول).
لماذا يا ترى تكاثرت الخلايا الارهابية في هذه المنطقة بالذات بالقرب سكن سعادة الفريق خلا حميدتي ومسجد عبدالحي والذي بدأ صحبه من الفلول في الظهور ايذاناً باستلام الحكم في البلاد عبر الحاضنة المشبوهة المسروقة ؟
ولا ندري ان كان لعودة الارهابيين علاقة بدول محور الشر التي تم استبعادها من المشهد بعد تصدر امريكا المشهد السوداني وذلك بغرض زعزعة الأمن حتى تعود العقوبات المفروضة على السودان والتي كانت تلك الدول تنهب خيرات البلاد اثناءها..؟
أم يا ترى إن الغرض منها الايعاز بضرورة عودة هيئة العمليات المنحلة والتي كانت تحتوي على أسوأ مجرمي جهاز الأمن في العهد البائد الذين فتكوا بالمواطنين أثناء وقبل الثورة لاستكمال عودة الكيزان بكل أجهزتهم القمعية؟
وأخيراً أليس من الغريب والعجيب والمثير للإستغراش حقاً زيارة البرهان لمكان الحادث بينما غاب عن الحضور في ساحات مجزرة القيادة العامة والتي تمت على بعد خطوات منه؟
كسرة :
الخلية الجاية بكانا وين يا ربي؟