الفاتح جبرا يكتب : الحاضنة المسروقة..!
متابعات/ الرائد نت
شهدنا ضمن حلقات المسلسل المستمر التي تشهده بلادنا منذ أن تفجرت الثورة المجيدة ما جدث مؤخراً بقاعة الصداقة في يوم السبت ٣ اكتوبر ٢٠٢١م من حشد (مكلفت) مصنوع من أجل إعلان مكون جديد لقوى الحرية والتغيير يضم أحزاب الفكة الكيزانية بالاضافة لقادة الحركات المسلحة (فلول الكيزان) والتي كانت ضمن طاقم حكم المخلوع أمثال جبريل ومناوي وباقي شلة الأرزقية أمثال التوم هجو وصحبه ، وهي على ما يبدو المشهد الأخير من مسلسل العسكر الانقلابي الساعي لعودة الكيزان الذين ذهبوا من الباب ويريدون لهم أن يأتوا من الشباك عبر هذه الحاضنة المشبوهة .
هذا المسلسل بدأت حلقاته بالانقلاب على الثورة في ١١ ابريل ٢٠١٩ و الذي تمت فيه شرعنة الحكم للجنة الأمنية للمخلوع عبر تلك الشراكة مع المكون المدني الهزيل عبر الوثيقة الدستورية الكارثية ، فمنذ ذاك الوقت انتهى دور الشريك المدني بالنسبة للعسكر وتم إعداد العدة لاستلاب الحكم بصورة كاملة وذلك باستلام كافة الملفات المهمة مثل ملف الأمن والمخابرات والسلام والآلية الاقتصادية والتي عاثت فيها (اللجنة الأمنية) فساداً لا يقل عن فساد حكومتها المبادة فأعطى الأمن لمجرم قاتل والآلية الاقتصادية لسارق ومهرب الذهب ومهام الشرطة لجهاز الأمن الكيزاني وفي خلال تلك الفترة لم يترك المكون العسكري سبيلاً للانتقام من الشعب الذي لفظه قبلاً بعد تنفيذه لمجزرة القيادة العامة فاخذ يضيق الخناق على الشعب المسكين الذي لن تنقذه من براثنهم الملطخة بالدماء إلا ثورة شعبية أخرى لا تبقي منهم احداً ولا تذر.
لقد كان كل هدف العسكر طيلة العامين الماضيين هو وأد الثورة التي ضحى بها المكون المدني مقابل الشراكة في الحكم ، وقد عملوا جاهدين في وضع الخطط والترتيبات لعودة الكيزان مرة أخرى لسدة الحكم وما ان اكتملت التجهيزات حتى ضاقوا ذرعاً بشريكهم المدني المتآمر على الثورة وبدأت حربهم لطرده من مكانه ليحتله هذا المكون الكيزاني بثوبه الجديد وبذلك يعيدون مجدهم الافل (ويلقوها عند الغافل) !
إن ما تم في قاعة الصداقة في ذلك اليوم كان انقلاباً مدنياً بعد أن فشلت مسرحية الانقلاب العسكري، وقد نفذ ذلك الحشد بصورة تحمل بصمات حشود القوم حينما كانوا في سدة الحكم إذ حشدوا له طلبة الخلاوى و (عمم) الادارة الأهلية والفلول مدفوعة الثمن حتى تكون ديكورا لإكمال المؤامرة و بعدها يتم تهميشهم والإستغناء عنهم كما حدث لرجال الادارة الاهلية مع سعادة الفريق خلا حميدتي في بداية حكمهم في عهد الثورة وذلك بعد ما حفزهم سعادة (الفريق) بالأكل والشراب والمال وتم تصويرهم للقنوات القضائية ثم تركهم في العراء في معرض الخرطوم (لا أكل ولا ماء) حيث تم تفريقهم بالقوة .
تكرر المشهد الآن مع أطفال الخلاوى الذين اتوا بهم للحشد إذ تركوهم (بعد التصوير) جوعى وعطشى حتى تسلقوا شجر النخيل في ساحة قاعة الصداقه فأكلوا من بلحها وشربوا من مياه نوافير حدائقها كما رأيناهم في الفيديوهات المنتشرة في الميديا (المرة الجاية جيبو شفع الروضة) !
وإذا كان من الغريب اقحام طلاب الخلاوى في العملية السياسية فإن الأغرب من ذلك هو تلك الحاضنة الجديدة التي تشتكي من اقصائها من المشاركة في الحكم مع العلم ان من أعضائها وزير المالية وحاكم دارفور الذي يضم أقليمه خمس ولايات كما تضم مدير شركة التعدين ، ولا اعرف ماذا يريدون أكثر من ذلك فكل الأموال والثروات بأيديهم هم، أضف إلى ذلك على قمتها مهندس هذه العملية الانقلابية (نفس الزول) الذي يجمع كل السلطات في يده فهو رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس الدفاع والامن ورئيس مجلس شركاء الدم ورئيس المجلس التشريعي (الوهمي) وهو الذي يعين رئيس القضاء والنائب العام وينوبه في كل ذلك سعادة الفريق خلا حميدتي فماذا تركوا لذلك الشريك الهزيل؟
ماذا يريدون بعد ذلك ؟ فشلوا في كل شيء واتخذوا ذلك الفشل سبباً للانقلاب وكأنهم لم يكونوا مسؤولين وذوي مناصب عليا، إن ما يحدث الآن هو نتاج طبيعي لانسحاب أحزاب الهبوط المريع الاول لحليفها قاتل الثوار فقد كانت تلك الاحزاب مرحلة ويجب الآن رميها بعيداً لصالح حلفاء جدد بتركيبة كيزانية كاملة الدسم ينقصها إخراج المخلوع من مكانه الآمن واعادته للرئاسة مرة أخرى وسط احتفالاتهم و (حلاقيمهم) ورقيصهم (المعهود)، فما ذلك الوفاق الذي ينادي به سعادة الفريق خلا حميدتي الا عودة الكيزان بهذا الثوب الجديد مع تطعيمه بأعضاء ممن وقعوا على الوثيقة الكارثية التي انقلبوا عليها الآن بهذا الحلف الكيزاني والتي لولاها لما كان هناك اتفاق جوبا المشؤوم الذي أتى بهم للحكم في حكومة ثورة سب أحد قادتها ثوارها ووصف إعتصامهم بكلمات نابية والآن تسلق عبر جماجمهم للسلطة وزيراً للمالية .
إن ما حدث للمكون المدني الشريك كان النتيجة الحتمية للمؤامرة التي تمت ضد الثورة ومن تآمر عليها سوف تجد من يتآمر عليه يوماً ما ، وها هو قد جاء ذلك اليوم وقحت التي تتباكى اليوم لا يحق لها ذلك فهي من انحنت وفرطت في الثورة وادارت لها ظهرها حباً في السلطة وها هي تسلب منها الآن عياناً بياناً وهي فاغرة فاهها لا حول لها ولا قوة إلا بالشعب ولكن هل يقبل بها الشعب مرة أخرى؟ هذا ما سوف يجيب عليه الشارع و عبر شروطه القادمة.
كسرة :
عرفنا أي حاجة كمان جابت ليها سرقة حاضنات؟