المقدم الركن إبراهيم الحوري يكتب: خُلّصاً كالأزاهير
-١-
أعلن جهاز المخابرات العامة السوداني عن “استشهاد” ضابطين وثلاثة ضباط صف وإصابة ضابط بجروح، خلال مداهمة خلية إرهابية تتبع لتنظيم “داعش” في أحد الأحياء جنوبي الخرطوم، ارتقى شهداء جهاز المخابرات العامة ونحسبهم في حواصل طير خضر دفاعاً عن الأرض والعرض ، اغتالتهم يد الغدر والخيانة ، قتلتهم الأيادي الآثمة التي أرادت أن تتخذ من أرض النيلين مقراً لعمليات إرهابية بعد أن كانت ممراً لها ، وتنفذ فيها عمليات إرهابية تُروع الآمنين وتُذهب أفراح الطيبين وتسرح فيها تقتيلاً وترويعاً وتحيل ليالي الخرطوم الهادئة إلى جحيم يصطلي بناره الجميع ، فما دخل الإرهاب أرضاً إلا وجعلها خراباً وهدفاً للتدخل الدولي الذي يفرض أجندته ويُعمل فيه سيفه ، ويسرح ويمرح فيها أصحاب القبعات الزرقاء من كل جنس ولون وتلوكها القنوات الإخبارية تحليلاً مضللاً وأخباراً مغرضة، ويصبح المواطنون غير آمنين في سربهم يفتقدون قوتهم وكرامتهم ، ولكن الله قيض لهذه البلاد أمر رشد شباباً خلصا كالأزاهير يحملون همها ويهبون أرواحهم فداءاً لها يسترخصون أنفسهم من أجلها.
-٢-
لله درهم ما أعظمهم من أبطال ومن عظماء سيخلدهم التاريخ ، سنحكي للأجيال اللاحقة عن تضحيات جهاز المخابرات العامة ، عن قوة شكيمة النقيب أحمد عبدالله الأمين وعن جسارة النقيب أنس محمد عبيد سنحكي عن بطولة الرقيب آدم إبراهيم أبكر وعن شجاعة الرقيب شهريار عبدالله علي ، سنحدث عن تضحيات العريف جاد المولى سيد أحمد ،
سنقول لهم إنهم ضحوا بدمائهم من أجل الوطن من أجل شعبنا الأبي.
-٣-
عندما دعا الداعي لم يجبنوا لم يتقاعسوا ، بل سارعوا ملبين النداء بكل تجرد ونكران ذات تعلوهم ابتسامة وتزينهم غبطة ، مضوا إلى رحاب ربهم وبكاهم شرفاء الخرطوم بالدمع الثخين كيف لا وهم من ضحوا بأرواحهم من أجلها من أجل أن لا يستباح شرف السمراء وتباع وتشترى في سوق النخاسة وتعرض في متاجر المخابرات .
-٤-
ماتوا من أجل الوطن ، استشهدوا حتى لايغيب الأمن عن الوطن ، فإن غاب الأمن عن الوطن انفرط عقد الوطن ومات أبناء الوطن جوعاً وقتلاً وسحلاً وأصبحنا بلا وطن نعود إليه ، من سيهتف نموت ليحيا الوطن ؟ ، يحيا لمن الوطن إذا كان ابناؤه هم الوطن؟ ، يحيا لمن بعد موتهم ؟ ، إذا عاش الإرهاب في أوطانهم فلا عاش الوطن ولا عاش أبناء الوطن.
الاستعداد للحرب يمنع الحرب ويحقق السلام