صديق مساعد يكتب : الديمقراطية ثقافة وقناعة
متابعات/ الرائد نت
حينما منح الجنرال شارل ديجول الجزائر الحق في الاستقلال بعد تضحيات بمهج غوالي من شعب الجزائر تحرك بعض ضباط الجيش الفرنسي احتجاجا بمنح الجزائر الاستقلال فذهب ديجول إلى الإذاعة والتلفزيون وألقى على الشعب الفرنسي كلماته الملتهبات أيها الفرنسيات أيها الفرنسيون اعينونني…… ولم يخيب شعب فرنسا المشبع بروح الديمقراطية ظنه فهبوا دفاعا عن قرار ديجول فخرج المزارعون بجراراتهم وسائقو الشاحنات إلى مطارات باريس لمنع نزول اي طائرة على مهابطها كما ذهب آخرون إلى معابر الطرقات العامة التي تقود إلى مداخل باريس لإيقاف تقدم شاحنات الجنود إلى المدينة فكانت ملحمة الدفاع ورفض المسلك العسكري الانقلابي لأن قضايا الديمقراطية تحل بمزيد من الديمقراطية كما قال المحجوب وليس بالمسلك الكاذب الكذوب كما قال عراب الإنقاذ لمنفذ الانقلاب العقائدي اذهب الى القصر رئيسا وساذهب إلى السجن حبيسا.. ان التحول الديمقراطي لا يأتي
بالمن والاذي كما يصدح بعض الجنرالات اليوم ببعض العبارات التي تؤكد انهم لم يكونوا ولن يكونوا على مستوى الأحداث فبناء الأوطان عبر إلتحام كتله التاريخية لن يتأتى بمحدودي القدرات والإمكانيات الفكرية فالقائد الحق هو من يملك قدرات النظر إلى ما وراء آلافق ليستشرف فضاءات أرحب متساميا ومترفعا فوق الصغائر من أجل غايات وآمال كبار فما كان لنلسون مانديلا أن يعبر من أوسع بوابات التاريخ وتجربتنا الإنسانية لولا انه كان رجلا أمة استطاع العبور بشعبه بيض وسود إلى منصة تأسيس جنبت بلاده الانزلاق والسقوط في مهاوي الردى….
اليوم بلادنا أكثر من أي وقت مضى تحتاج إلى قيادة فاعلة ومنفعلة بهموم أمتنا بوضع حجر الأساس لصروح الديمقراطية والحكم الرشيد وليس أحاديث الإفك والكلام الفج المعطوب فكل القادة الذين كانوا على موعد مع التاريخ كانوا بحق قادة ورجال دولة…
يبدو أن بلادنا متنازعة بين تيارين تيار المستقبل والانتقال ديمقراطيا نحو آفاق أرحب وتيار الشمولية والردة لكن حتما سينتصر تيار الديمقراطية والصبح الجديد الذي بدأت خيوط أشعته تنساب معلنة عن ميلاد وبشارة عهد جديد.