بشارة جمعة أرور يكتب : لكي لا نحتلبها غداً دماً عبيط

0

متابعات/ الرائد نت

ادرؤوا الفتنة الجهلاء قبل وقوعها

السلام عليكم يا معشر حكام الفترة الانتقالية مالكم إلى الخراب و التدمير تهرعون ولا تتورَّعون في إرسال الشتائم بكل غضب و تتعاملون باستهزاء وإستخفاف مع التحديات المحدقة بالبلاد و العباد، وتتلاعب بعقول الشعب…،أهذه قدر ما تتيحه محصلة معرفتكم اللغوية المكتسبة وحدود النمو لقدراتكم الفكرية والمعرفية في مضمار السياسة والقيادة؟! احذروا أن توقعوا الوطن في أتون الفتن والكوارث بتلك التصرفات الفطيرة والرعناء، يا أيها الساسة قيادات و زعماء المرحلة، أليس فيكم رجل ذو رشد ينهي كل من أراد أو يريد ركوب الرأس والتفريط أو الإفراط في ممارسة إشعال نيران الفتن ما ظهر منها وما بطن… أرجوكم ثم أرجوكم، أن تعودوا إلى رشدكم لتدرءُوا عن البلاد والعباد الفتنة الجهلاء التي توشك أن تتداعى علينا، فإذا أقبلت قد لا تُبقي ولا تذر، وحتى لا نحتلبها غداً دماً عبيطاً، عودوا إلى الوعي والمرشد بأعجل ما تيسر وأجتهدوا في تحمل مسؤولياتكم التاريخية دون أي تلكؤُ أو تباطُؤُ…ولا داعي لهذه الهيجانات المتكررة التي تعقبها تهدئة مؤقتة ثم تعود حليمة إلى عادتها القديمة مرة أخرى فتصبح الأوضاع أسواء مما كانت، و ساعتها لن تجدوا أمامكم سِوى الانفجارات ومستنقعات الدماء العبيطة إذا إكتملت الأشراط الموضوعية لتلك الفتنة الجهلاء المتوقعة في ظل هذه التوترات والتكتلات الجهوية والقبلية السالبة ….
و كل ذلك سببه خلافاتكم العبثية بتحشيدكم كل القوى السياسية المجهرية الانشطارية، وتنظيمات المجتمع المدني الصورية التي تستخدم كمنافذ لتحشيد وتكبير أكوام التكتلات والتحالفات الهلامية لأجل أغراض سياسية رخيصة،لذلك من الطبيعي في هذه الحالة أن تصبح التراشقات والمهاترات الإعلامية هي الهوايات المحببة والمفضلة لمثل هذه الأجسام الوهمية الرَخْوة التي لا تجيد إلا الإسترخاء والتمطط على حبل التوهان والضياع حتى حين تتوالى مدلهمات الخطوب أو إبّان المحن الكبرى التي تحدق بالبلاد وقد تطال وتسحق الجميع بلا تمييز ولا تستثنى أحد،وهؤلاء هم الذين تحركهم أموال المغامرين صناع الفتن،والدليل إغراق الفترة الانتقالية بالكثير من الفتن المُصطنعة والمعارك الانصرافية التافهة، بل لم تبقى فتنة من الفتن، إلا تم إشعالها بإستعمل روث المُوبقات السياسية عبر التاريخ، وكل ذلك بإسم الديمقراطية المفترى عليها وتلك الحرية الموؤودة التي لا يدري عنها أحد في أي مطمورةٍ طمرت، ولم تخطر قط هذه الخُزعبلات المضحكة والمبكية على بال أي إنسان سوي غير أولئك الأحياء وهم أموات عديمي الضمائر تجار الدماء، أبوام الخراب أينما ذهبوا..
وبقراءات تحليلية موضوعية للمعطيات الظرفية ومؤشرات الواقع وما نشاهده من تناقضات و ارتباكات في السودان اليوم يؤكد بشكل واضح أن المدخل الرئيسي في مشروع شراكة الفترة الانتقالية كان نفقاً مظلماً يقود إلى متاهات و دهاليز الصراعات والمعارك المؤجلة، ولم تكن هذه الشراكة المدخل الصحيح نحو النهايات المرجوة والمتفق عليها، لأن التنازلات التي كانت متبادلة بين الأطراف فيما بينها أثبتت التجربة مع مرور الوقت إنها هي أس البلاوي لأنها ما فتئت كل يوم تستنجب المزيد من المشاكل والأزمات بل تراكم الهلابة وكل مخلفات تلك الولادة فتصنع منها بإستمرار مجموعة من العقبات و التعقيدات لأنها قامت على المخادعة و تأجيل الاختلافات والفتن التي دُسُّت في طيات الوثيقة الدستورية ذات العيوب الجمة، بل تعج بالثقوب العديدة والخروقات الكبيرة بحيث لا يمكنها أن تلبي التطلعات والطموحات المشروعة للشعب السوداني مالم تتدرك الأطراف خطورة تداعيات الأوضاع وتواجه التحديات الماثلة في ظل التغييرات والتعقيدات بقدر من التدابير السياسية المسؤولة واللازمة وبتوافق كامل من كل الأطراف حتى تقوم عليها كل فائدة أو مصلحة وطنية…،لماذا لا يقتنع الكل بذلك ولماذا لا نعطي أنفسنا حيزاً وأفراً لممارسة اختيار الأولويات في حياتنا الاجتماعية والسياسية، ولماذا لا نفيق من غيبوبة الحقد والحسد الدفين والكراهية الكامنة في النفوس ونتعلم من الأيام لأن التكالب على هذه البلاد الغنية والأمة المبتلاة بالصراعات والنزاعات القبلية والجهوية، ليس فقط من الأعداء فحسب بل هناك بعض من يدعون أنهم أشقاء أو أصدقاء، وهم سفهاء الأحلام المتناقضة و الطموحات المتسارعة، فلا يقدمون على شيء إلا إذا كان يناسب أهواءهم وعقولهم التي سلموها لغيرهم ممن إستخدموهم كأداة لتنفيذ أجندة خبيثة تُحاك ضد البلاد،ولذلك تخرج من عندهم المأمرات ونيران الفتن وإليهم ستعود يوماً ما بإذن الله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.