محمد عثمان الرضي يكتب : متى تعود الإدارة الأهلية إلى صوابها

0

متابعات/ الرائد نت

الإداره الأهلية مدرسة متفردة وإرث تليد متوارث كابرعن كابر يعكس قيم التعاضد والتراحم والإخاء ونظام حكم أهلي راشد في فض النزاعات وإجراء المصالحات

السودان قطر مترامي الإطراف يصعب حكمه مركزيا وعندما تم تأسيس الإدارة الأهلية لم يكن ذلك من فراغ أو إعتباطا ولكن من أجل أن تكن الساعد الأيمن مع السلطة في بسط هيبة الدولة وترسيخ مبدأ العداله

لم يسلم جسد الإدارة الأهلية من سرطان العصر الاوهي السياسه التي مزقتها شر ممزق وأساءت إستخدامها وأبعدتها تماما من مهامها الأساسية في فض النزاعات وإجراء المصالحات

فقدت الإدارة الأهلية بريقها وصولجانها بمجرد إنخراطها وبثقلها في النشاط السياسي من أجل إرضاء الحكام وأصبحت تلعب أدوار لاتليق بمبادئها الأساسية

جرت العاده أن يكون كبير القوم الملاذ الأمن والمرجعية الحقيقيه ويحتكم برأيه وتحترم كلمته ويعلي من شأنه وذلك من خلال تقديره وإحترامه لنفسه في المقام الأول ثم ينعكس ذلك على أتباعه الذين يأتمرون باأمره ويجتنبون نواهيه

الممارسه السياسية لها نظمها وصوابطها وقوانينها التي تحكمها داخل دور الأحزاب السياسية ولكن أن تقحم الإدارة الأهلية إقحاما في العمل السياسي يضعف من مكانتها ويهز من صورتها أمام الناس

الحشد والحشد المضاد من أجل خلق مكاسب وعبر بوابة الإداره الأهليه بادرة خطيرة ومن شأنها تفتيت النسيج الاجتماعي وإحداث شروخ وجراح عميقة يصعب إندمالها

ماذالت الإدارة الأهلية بشرق السودان بخير حتى الآن وستظل بخير إن فارقت درب ساس يسوس وحكمت عقلها وعلمت مابها وماعليها ولاأحد يزاود على مجاهدات الإدارة وظلت عصية وصامدة أمام موجة التفكك والإنهيار

تتعالى بعض الأصوات من الحين والأخر بضرورة الإستغناء من الإدارة الأهلية بحجة أنها عجزت عن القيام بدورها وأنها صنيعة إستعمارية كان الهدف من قيامها جمع الجبايات والرسوم من القبائل وتوريدها إلى خزينة الدولة ولكن هذه الأصوات لاتعلم باان الإدارة الأهلية إرث قديم وحكومه قائمه بذاتها وكانت تمنح سلطات قضائية في محاكمة المجرمين والمتفلتين من أفراد القبيلة (والماعندو كبير يشتري كبير)

لابد من سن قانون النظام الأهلي لتنظيم عمل الإدارة الأهلية وحسم العلاقه مابينها وبين السلطه التنفيذية وتحديد مسارات تحركها فقط في مهامها الأساسيه في فض النزاعات القبليه وإجراء المصالحات الإجتماعيه ويحظر تماما من ممارستها للنشاط السياسي والذي يتنافى تماما مع مبادئها السامية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.