بكري المدني يكتب : تريلليونات وشوية مليارات!
متابعات/ الرائد نت
ذهبت صباح الخميس للمحكمة لحضور جلسة محاكمة في قضية ال(ست وعشرين تريلليون وأربعمائة وأربعين مليار جنيه فقط لا غير) والتى ملأت الدنيا وشغلت الناس ولا أعرف حقيقة عدد الأصفار في هذا الرقم المحترم حتى أكتبها بالحساب !ذهبت لأرى المتهمين في هذه القضية الكبيرة والتي قرأت عنها معلومات شحيحة على الصحف والمواقع فإذا بقفص الإتهام شاب وحيد وصغير في السن قد يكون في نهاية العشرينات من العمر وان بالغ بالسنوات فهو في مقتبل الثلاثينيات !
وقف المتهم أمام القاضي المحترم ليقول للمحكمة في ثبات انه كان يعمل وسيط فقط في شراء الدولار للشاكى وتوريده له في حسابه خارج البلاد -دولة الإمارات- وكانت البداية بمليون او اثنين مليون دولار وتوسعت جدا بعد ذلك حد قوله !
الشاكي – حد قول المتهم – طلب منه عملاء أكثر بعد توسع المعاملة وارتفعت نسب العمولة وأصبحت المرابحات البنكية هي غطاء تجارة الدولار في السودان لهذه المجموعة حيث يتم شراء العملة الحرة وتوريدها (أون لاين)في حساب الشاكي بالخليج وحسب المتهم أيضا لم يكن هناك على أرض الواقع أي سلع على الأرض لتلك المرابحات البنكية وإنما كل شيء حبر على ورق !
كشفت مباحث التموين العمليات الوهمية والتى بموجبها كانت تتم المرابحات والتمويل لشراء الدولار من السوق المحلي وتوريده (أون لاين) خارج البلاد ودخلت لجنة تفكيك التمكين على الخط ولكن لم يتم حتى الآن اصطياد أي من الحيتان الكبار لا في السوق ولا في البنوك وليس داخل القضبان اليوم الا متهمنا صغير السن عالى الذكر والذي قال – ولا يبدو حقيقة – اكثر من مجرد وسيط في عمليات كبيرة وبنسب لا تتجاوز ال 2% في أعلى الفروض !
المتهم الذي حس أنه قدم كبش فداء في هذه القضية يسير في أقواله أمام المحكمة على إتجاه كشف الجميع وهد المعبد على ما فيه مستندا على حراسة مهولة من شباب قبيلته خارج المحكمة والذين يحسوون تماما ان ابنهم الذي لم يفعل كل شيء وحده قد يفقد حياته وهو يقول كل شيء !
من أخطر ما قاله المتهم أنهم وفروا من السوق تعويضات المدمرة كول ومبالغ تعويضات ضحايا سفارتي الولايات المتحدة الأمريكية في نيروبي ودار السلام وقالها دون ان يرتد له طرف -(معانا عضو في المجلس السيادي يا مولانا )فران في القاعة صمت رهيب !
معلومات على حواشي مواقع التواصل الإجتماعي تقول أن ضابطا كبيرا في الشرطة قد فقد وظيفته وهو يتابع هذه القضية وان القاضي الحالي هو القاضي الثاني لها وهي في جلساتها الأولى !
السادة في المحكمة الموقرة أخرجوا هذا (الولد)من قفص الإتهام وحولوه ل(شاهد ملك )فهناك في السوق والبنوك وربما في القصر من هم أهم منه في هذه القضية والتى يعتبر مبلغ (أربعمائة وأربعين مليار جنيه) مجرد فكة فوق مبلغ الإتهام فيها والبالغ نحو (ست وعشرين تريلليون جنيه )وما ضاع من (الدولار)على البلاد أكبر !