محمد عثمان الرضي يكتب : السودان في خطر

0

متابعات/ الرائد نت

إستبشر المواطنين خيرا وتنفسوا الصعداء عندما توافقت قوي الحريه والتغيير والمجلس العسكري بتوقيع تحالف سياسي ثنائي فيما بينهما على حكم البلاد

وباالرغم من حداثة التجربة مابين المكونين العسكري والمكون المدني كان من المؤمل الخروج من الأزمات المزمنة التي ظلت تعاني منها البلاد وذلك بخلق حالة من التوافق مابين الطرفين تبنى على إحترام الرأي والرأي الآخر وتقديم المصالح العامة على المصالح الخاصة

وللأسف الشديد كل ذلك لم يحدث فأصبح الشركاء المتشاكسين هدفهم إقصاء بعضهم البعض والتربص والنيل والإستهداف والتراشق الإعلامي العدائ والذي بلغ ذروته خلال الأيام الماضية

قطعا إنعدام الثقة مابين الطرفين سيهدد مستقبل الشراكة وسيوردها موارد المهالك وسينعكس ذلك سلبا في كل مناحي الحياة وسيتضرر منه المواطن وسيدفع فاتورته من أغلى من مايملك

أثبتت كل التجارب الواقعيه أن أحزابنا السياسية السودانية ومنذ ميلادها همها وهدفها الأول والأخير تحقيق المكاسب الحزبية الضيقة واللهث والركض خلف المصالح الذاتية باالحصول على الحقائب الوزارية ذات التأثير الإقتصادي المباشر من أجل تمكين وتقوية كوادر الحزب فقط

وفي ظل هذه الخلافات الحادة مابين الطرفين وكل طرف يسعى لتحقيق أكبر قدر من الأقوان في شباك الطرف الأخر يغيب العقل وتتبدد اماني وتطلعات الشعب السوداني مفجر ثورة ديسمبر المجيده

لم ولن يسكت الشعب السوداني علي هذا العبث المميت من قبل الطرفين المتشاكسين الذين أعمتهم شهوة السلطه وسيقول كلمته وسيحسم أمره ويعيد الأمور إلى نصابها وكل ماطال صمت وصبر الشعب السوداني هذه دلالة واضحة لتفكيره العميق في خلق بديل مناسب وسيتفاجأ الجميع بذلك وهذا ماستسفر عليه الايام القادمات

الأغلبية الصامته من القطاعات الحية والفاعلة والمؤثرة من كل شرائح المجتمع السوداني تراقب وترصد الواقع السياسي المختل والمعلول ولديها تصور متكامل للخروج من عنق الزجاجه وهذا التأخر المقصود من عدم التدخل إلا في الوقت المناسب وأعزي ذلك إلى إعطاء الشريكين المتشاكسين فرصة للتوصل إلى رؤيه مشتركة للتوافق فيما بينهما

المخرج الوحيد لنا جميعا حاكمين ومحكومين صناديق الاقتراع والتي تحدد من هو الأنسب لحكم البلاد ولايتأتي ذلك إلا برؤية جديدة وأحزابنا السياسيه الحالية وبوضعها الآني أيضا غير مؤهلة لقيادة البلاد إلابعض إجراء جراحات عميقة بغرض إصلاحها وضخ دماء جديدة من جيل شباب الثوره وببرنامج سياسي مواكب لمتطلبات المرحلة

الجيش لديه واجب مقدس في حماية الوطن وصيانة الديمقراطية والعمل على صونها وعدم التدخل في النشاط السياسي والإبتعاد عن الإنقلابات العسكريه على الحكومات المنتخبه وبذلك ينال محبة وتقدير الشعب السوداني الذي يكن محبة خاصة له.

اترك رد