بكري المدني يكتب : 21سبتمبر -ماذا لو حدث العكس؟!

0

متابعات/ الرائد نت

في نوفمبر العام 2017م كنت محتجزا لدى جهاز الأمن والمخابرات الوطنى تحت التحقيق حول طلبي من الرئيس السابق عمر البشير ضرورة التنحي قبل فوات الأوان وبعد مجابدة طويلة ومرهقة مع صغار الضباط حول حقيقة انتمائي السياسي والجهات التى تقف خلفي والكثير من الأسئلة الدائرية والاتهامات مثل ما تعج به وسائل التواصل الإجتماعي اليوم لكل صاحب رأي مختلف بعد كل ذلك جيء بي لمقابلة ضابط كبير كان يقرأ تقارير صغار الضباط حول التحقيق معي ولكنه دفع بها من أمامه لحظة على طريقة من لم يجد فيها ما يستحق المتابعة وطرح علي السؤال الذي كنت أنتظره – لماذا تريد من البشير التنحي وهو صاحب شعبية كبيرة ومحل إجماع الناس -؟!قلت لذلك الضابط العظيم ان شعبية البشير تأثرت كثيرا بمرور السنوات والأحداث والسياسات وأنه لم يعد محل إجماع حتى داخل جماعته وأنه لم يتعرض لإختبار حقيقي في الفترة الأخيرة لمعرفة (مدى شعبيته والإجماع عليه)بعيدا عن المؤثرات المصنوعة وإن لم يتنح الآن فسوف يفوت الأوان عليه ولربما على السودان وهذا كان ملخص ما قد حمل المقال موضع الاحتجاز والتحقيق !

تذكرت تلك الواقعة وانا أقطع شوارع الخرطوم نهار ومساء أمس بالطول والعرض اتفرس في وجوه الناس و أراقب حركتهم وجلوسهم على الطرقات و ألتقى الكثير من الزملاء وبعض الساسة وان كانت الخلاصة ما كتبت أمس لماذا_لم تخرج جماهير الثورة للتنديد بالانقلاب على الحكومة ووضعت الإجابة الافتراضية ان الناس لا ترى في الحكومة الحالية ما يستحق الدفاع عنها اسأل اليوم ماذا لو حدث العكس ؟! ماذا لو ان كان الانقلابيون قد خاطبوا الناس بعد أن سيطروا على بعض المواقع الإستراتيجية -وطلبوا من الناس الخروج لتأييد التغيير حفاظا على الوطن من المهددات التى تواجهه؟!

صحيح فشل الانقلابيون في الوصول للإذاعة والتلفزيون ولكن ماذا لو هداهم التفكير وقتها لإستخدام تطبيقات الموبايل الحديثة وطلبوا من الناس الخروج لتأييدهم من بعد سيطرتهم على بعض المواقع المهمة ؟!

في تركيا كان اردوغان قد طلب من الشعب الخروج للتصدي للانقلاب على حكومته المنتخبة وقد كان وفي السودان طلب عضو السيادي السيد محمد الفكى ذات الشيء فلم يخرج أحد والسؤال ماذا لو كان اللواء (انقلابي)عبدالباقي بكراوي قد طلب من الناس أمس الخروج لتأييد انقلابه على الحكومة الحالية ؟!

دعونا نجيب على هذا التساؤل الافتراضي جميعا ولو سرا بين أنفسنا لنعرف الى أين نسير وأين نقف اليوم و الى أين وصلنا ولماذا وما الذي يمكن ان يحدث غدا فالأيام دول ؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.