منصة محمد علي الجزولي تكتب : إلى قحت …نصائح ما قبل الرحيل.
متابعات/ الرائد نت
في مناظرته مع القيادي بقحت الأستاذ بابكر فيصل بقناة النيل الأزرق في مايو 2019 قال له دكتور محمد علي الجزولي فك الله أسره ( من أكبر مهددات الإنتقال السلس والآمن هو طريقة قحت في التعامل مع منسوبي النظام السابق من الأحزاب والكيانات ) ، هنالك فهم خاطئ حاولت قحت ترسيخه في عقول الشباب وهو أن إسقاط نظام بثورة شعبية يعني أن منسوبيه صاروا مواطنين من الدرجة الثانية ، بل يشتط متطرفو قحت ويتعاملون مع منسوبي النظام السابق كأجانب مسحوبي الجنسية ليست لديهم أي حقوق مدنية وسياسية ، هذا السلوك غير الدستوري وغير القانوني وغير الأخلاقي إستنكره المستشار القانوني لقحت الأستاذ نبيل أديب !، في لقاء بمنزل رجل الأعمال النفيدي جمع دكتور الجزولي بالمهندس عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني وآخرين إذ وجه الجزولي سؤالا مباشرا للأستاذ نبيل أديب ( الإنتماء للمؤتمر الوطني فعل جنائي أم فعل سياسي ؟ ) فقال الأستاذ نبيل أديب ( هو فعل سياسي ) ولم يعلق الدقير بنصف كلمة !! ، وفي وثيقة الحقوق المضمنة بالوثيقة الدستورية الفصل العاشر المادة 39 ( تتعهد الدولة بحماية وتعزيز الحقوق المضمنة في هذه الوثيقة وكفالتها للجميع دون تمييز بسبب العرق أو اللون أو النوع أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو الوضع الاجتماعي أو غير ذلك من الأسباب ) انتبه لعبارة أو الرأي السياسي فقد يكون هنالك مواطن رأيه السياسي أن هذه ليست ثورة أصلا بل إنقلاب عسكري فهذا رأي سياسي !! ، وتكرر مضمون هذا النص في المادة 3 الفقرة 1 من الفصل الأول والمادة 44 من الفصل العاشر المخصص لوثيقة الحقوق ، وعندما نقول أن هذا النص هو ضمن وثيقة الحقوق فهذا يعني أنه نص دستوري فوق كل القوانين والقرارات بما فيها قانون لجنة إزالة التمكين غير الدستوري لأنهم جعلوا وثيقة الحقوق حاكمة على جميع نصوص الوثيقة الدستورية ، هذه مقدمة ضرورية لتوضيح بعض الحقائق للشباب :
أولا : سقوط مجموعة بثورة شعبية لا يعني حرمانها من حقوقها السياسية بل يعني معاقبة من إرتكب منهم جرما جنائيا وفقا للقانون الجنائي والإجراءات القانونية الطبيعية أمام قضاء عادل ومستقل .
ثانيا : هل يعلم الشباب أنه يمكن لقوى سياسية سقطت بثورة شعبية أن تفوز في أول إنتخابات حرة ونزيهة ومراقبة دوليا ذلك لأن معايير حجم المشاركة الشعبية في التظاهرات غير منضبطة قانونيا لذلك ليس بالضرورة أن تكون دليلا على الشعبية الواسعة بينما طريقة إحتساب الشعبية عبر صندوق الإنتخابات الحرة والنزيهة منضبطة ومعلومة وقد سجل التاريخ قوى سياسية سقطت بثورة شعبية وعادت إلى السلطة بالإنتخابات فالثورة ليست نهاية الحياة .
ثالثا : في خطابه بمناسبة الذكرى الأولى لثورة ديسمبر يوم 19 ديسمبر 2019 أي بعد توقيع الوثيقة الدستورية بأربعة شهور ويومين وضع دكتور الجزولي فك الله أسره قحت أمام أربع خيارات إذ قال : ( على قيادة قحت أن تختار ميدان المعركة وقواعد الإشتباك وأدوات الصراع ثم تتحمل نتيجة إختيارها هذا وأمامها أربعة خيارات :
1/ فإنها إن زعمت حقها في قهر الآخرين ومنعهم من حقوقهم بدعوى أن معها الشارع فلن يعجز معارضوها عن شارع يناصرهم ويخرج معهم .
2/ وإن إستقوت بالعسكر وإنحيازهم إليها وخضوعهم لها فلن يعجز معارضوها عن عسكر ينحازون إليهم ويستقون بهم .
3/ وإن إستقوت بحركات الكفاح المسلح فلن يعجز معارضوها عن تكوين حركات كفاح مسلح .
4/ وإن إرتضت صناديق الإقتراع والإنتخابات الحرة النزيهة فمعارضوها مستعدون لمنازلتها في هذا الميدان .
ماذا تريد قحت ؟ وما هو الميدان الذي تريده للنزال؟ وهي واهمة إن ظنت أن معارضيها سيتركون حقوقهم ويرتجفون من إستبدادها بل هو زاد صمودهم وشعلة إستفزازهم ) .
رابعا : قحت من يمين يسارها إلى يسار يسارها وكلتا يديها يسار فرحت طربة ودبجت البيانات زجلة وهي تؤيد ما قام به وزير الدفاع المصري وقتها عبدالفتاح السياسي بالإنقلاب العسكري على الرئيس الشهيد المنتخب الدكتور محمد مرسي مبررة ذلك بأن عاما واحدا من حكمه المنتخب كان بائسا يبرر للجيش التدخل ثم هي تولول اليوم إذا طالب الناظر ترك الجيش بتصحيح مسار الثورة وتكوين حكومة مستقلة والدعوة إلى إنتخابات مبكرة .
أيتها القحت لقد أصبحت عارية من كل قيم وكل خلق وكل شعار و لم يبقى على جسدك شيئ من دثار . إن الخروج الآمن لقحت هو أن تقبل بحل حكومة حمدوك وتكوين الجيش لحكومة من كفاءات وطنية مستقلة لمدة عام واحد بعدها إنتخابات حرة ونزيهة ، عليها أن تقبل بهذا المخرج ونتفرغ نحن وهم للعمل السياسي والحزبي إستعدادا للإنتخابات ، ونحن لكم من الناصحين أما إن إفترستكم ثورة شعبية أو إنقلاب عسكري أو حركات كفاح مسلح تحاصر الخرطوم فإن ما زرعتموه في النفوس من الغبن والكراهية والإقصاء ستكون آثاره مدمرة مزلزلة .