عمار محمد آدم يكتب : هل سيحمل شعب البجا السلاح؟

0

متابعات/ الرائد نت

محاولة الالتفاف الي مقررات مؤتمر سواكن من شانها ان لم يقم القائمون بالامر بتداركها من شانها ان تقود البجا الي حمل السلاح والصعود الي الجبال والانتشار في السهول والوديان باسلحة حديثة ومتطورة تاتيهم قد من روسيا او تركيا او ايران في اطار الصراع علي النفوذ في منطقة البحر الاحمر وقد تدرب شباب البجا علي السلاح وتعلموا خوض المعارك وقدموا الشهيد تلو الشهيد في معارك الشرف والكرامة.في شرق السودان. ولن تنطلي علي البجا محاولات الخداع والتمييع لقضيتهم بادراجهم اوتذويبهم في كيانات وهمية مثل مايفعله اشرف الكردينال وغيره.

ونعلم ان هنالك اقوام من البجا ممن تربوا في احضان النظام السابق وتعودوا ورود مائه وتقبل عطاياه السخية ولمدي ثلاثين عاما كاملة غير منقوصة. نعلم انهم يقدمون الان انفسهم ومرة اخري لاكثر من جهة مقابل حفنة من المال من هنا او هناك ليهزموا بها قضية البجا تحت مسميات مختلفة. ولكن اني لهم ذلك فان الوعي بالقضية واستشعار الخطر الماثل من شانه ان يقضي علي المؤامرة وعلي الخيانة معا.
مايزال للامر متسع من الوقت لوقف تهافت هؤلاء المتهافتون وللجم شرههم وتهافتهم الي المال او السلطة او كليهما معا. ان للخيانة طعم مر في حلوق مئات الالاف من البجا الذين خرجوا كما لم يخرجوا من قبل. وثاروا كما لم يثوروا من قبل ولن تتوقف هذه المسيرة ولن يتاخر هذا الزحف. حتي تتحقق كل مطالب البجا في مؤتمر سنكات وسيسقط في الطريق من يسقط وتدوسه اقدام الزاحفين الي النصر الابدي فالارض بجاوية. ان قدر لها ان تنطق لحدثت عن امجاد اباء واجداد رووا الارض بدمائهم مع القائد العظيم عثمان دقنة وفي معارك الشرف والكرامة وكانت الخيانة حاضرة ايضا كما في كل عهد وآن. والامير عثمان دقنة يقول لمن وشي به لدي الانجليز(انشاء الله ماتكون بعتني بي رخيص) وقضي الامير عثمان دقنة بقية عمره في السجن حتي مات وورى جثمانه الثري في حلفا ثم نقل الجثمان ووجد كما هو لم يتغير حين نقله من حلفا الي الشرق. ولكن ماذا كان مصير ذلك الخائن العميل الذي وشي به وعاش ومات كالجيفة المتعفنة.
ومرة اخري تفوح رائحة الخيانة. ويتسرب الشك الي النفوس بان هنالك امر يدبر بليل وان هنالك شخصيات تافهة وحقيرة تسعي هنا وهناك لاجهاض انتفاضة البجا مراهنة علي عامل الزمن لينسي البجا قضيتهم. وما علموا ان مرور الايام يجعلها تتعتق اكثر. وتمور في النفوس اشد كالبركان الذي يغلي حتي تحين لحظة الانفجار. وياله من انفجار والذي سوف يكون قويا ومدويا واول مايقضي سيقضي علي هؤلاء الخونة الذين باعوا القضية بل وخانوا اباءهم واخوانهم وذويهم.
كما ان الارض بجاوية زرعها وضرعها ومافي باطنها كذلك فان البحر بجاوي تحدث اسماكه وجذره وحيتانه ولن يفرط البجا في البحر الاحمر وقذ آن الاوان ان يبسطوا سلطانهم كاملا عليه. فهم اولي بخيرات سواحله وشطأنه وموانئه وهم الاولي بمافي باطنه. والجبال والسهول بجاوية الجبال تحميهم وتدرء عنهم الاخطار وتخرج لهم مافيها من ذهب وحديد ومعادن ونفط
البجا قضية لايعرفها الا من خالطت وجدانه وتسربت في جوانحه وعاشت في روحه. فحذار ثم حذار من اللعب بالنار .والذين يحاولون المتاجرة بقضية البجا هم خونة ومرتزقة يحاولون ان يحصدوا بعض المكاسب الشخصية علي حساب القضية والبجا يعرفونهم ويعرفون خبث نواياهم وحقارة اخلاقهم ونتانة انفسهم ولانستثني احد في ذلك فالخونة ملة واحدة صغيرهم وكبيرهم وقاصيهم ودانيهم. وان خيانة هذه الشرذمة القليلة ستوحد البجا اكثر وتقوي ولن يكون مصير هؤلاء الخونة مزبلة التاريخ فقط.
اخيرا فانه للصبر حدود وانه قد بلغ السيل الزبي ولن تجدي كل محاولات الرتق والترقيع ولن ينكسر البجا حتي وان انكسرت قيادتهم (فالوحش يقتل ثائرا.. والارض تنبت الف ثائر.. يا كبرياء الجرح لو متنا لقاتلت المقابر) وهاش هاشوك.. والمجد للبجا في السهول والحقول والجبال.. (وستظل وقفتنا بخط النار رائعة اصيلة)


أما وأنهم قد صمتوا كثيرا .ومدوا حبال الصبر حتي مل الصبر من صبرهم.واحتملوا فوق مايحتمل الإنسان.الا انهم قوم يذكرون حين تذكر الصلابة.ويعرفون حين يستعصي المستحيل علي الإدراك.

هم قوم لايذرفون الدموع .ولايعرف الضعف إليهم سبيلا.ولا ولن يتسلل الوهن الي نفوسهم مطلقا.اما اذا ما غضبوا فويل الدهر منهم وإنها قد زلزلت الارض زلزالها.واخرجت الارض اثقالها.وقال السودان مالها.يخرجون من كل حدب وصوب شعورهم منكوشة حين يكون سبيب الرأس الوديك يتلألأ من أشعة الشمس. والخلال يتوسط الشعر الكثيف (ابوتفة ماكسر القزاز ولكن كشياب كسر القزاز . .الكجر بضميرو شاف.لكن ما اتكلم)
الشرق الان قد انتفض وقال( لا) بملء فيه فلا فض فاه فإنها والله غضبة الحليم .فما كان سكوتهم ضعفا ولا انكسارا..وماكان صبرهم من قلة حيلة. أو عدم وعي.فهم ينظرون إلي المركز ينهب خيراتهم. ثم يلقي لهم بالفتات وما الذهب في ارياب أو غيرها الا اكبر دليل علي مانقول. أنها ثورة البجا وقد تعاظم وتراكم الظلم والحيف والاهمال لمدي عقود من الزمان وعبر أنظمة سياسية مختلفة .بل واستخف أقوام بهم .فما عادوا يقيمون للبجا وزنا .أو يلقون لهم بألا والشاحنات تأتي محملة من الميناء ومدن البجا ولا اقول قراهم ليس فيها كهرباء ولا ماء وماسنكات عنكم ببعيد.حتي الحاويات تفرغ من السفن المحملة بها عبر الرافعات والي الجرارات والشاحنات لتتم الإجراءات الرسمية عند مدخل الخرطوم .حتي مهنة العتالة والعمل في الميناء حرموا منها البجا.وما اكتفوا بذلك فأهل البادية والريف الذين يعتمدون علي الرعي في حياتهم تمت مضايقتهم بمشروعات يعود ريعها إلي المركز وولايات أخري .والشرق والبجا يئنون تحت وطأة ثلاثي الفقر والجهل والمرض .

وقد آن الأوان أن يتحرر البجا من سيطرة المركز .ويشعلونها ثورة بجاوية خالصة لاتبقي ولاتذر .فقد بلغ السيل الزبي.ويلغت الروح الحلقوم.وقد آن للشرق أن يتحرر .وحان الوقت المناسب لثورة البجا.


ومثلما غني مصطفي سيد احمد (مهما هم تأخروا فإنهم يأتون) فهاهم اليوم يأتون يحملون بيارق النصر احفادا لامير الشرق عثمان دقنة الذي شهد له التاريخ كاقوي رجل مع الإمام محمد احمد المهدي حطم قوة الإنجليز وكسر شوكتهم وضعضع قوتهم بفرسان البجا الاشاوس الأشداء .وهاهو التاريخ يعيد نفسه وتطل الامجاد يرأسها .ليتهيأ التاريخ ويمسك باقلامه ليسجل تاريخ تفوح منه رائحة القهوةالبجاوية.ويسطره الإنسان البجاوي الحر الاصيل.

كسلا تنتفض والنفوس تمركما يمر نهر القاش الهادر الدقاق..كسلا تنتفض ويطل جبل التاكا الاشم علي المدينة لتتنزل عليها بركات السادةالمراغنة وسيدي الحسن ابوجلابية وتداعب السحائب هامة الجبل ويسيل توتيل ماءا مباركا .تتدفق البئر في الجبل خير وبركة .لأهل المدينة التي احتوتنا وضمتنا في حنان ومودة ورأفة ورحمة .فكان حقا علينا أن نجزي الجميل بالجميل ونكافئ الاحسان احسانا.
ما وان للبجا قضية .قضية وليست ككل القضايا .فهم وجود منجذر عريق .ضاربة جذوره في أعماق التاريخ .ولكن اين ثقافة وحضارة البجا الان في الاعلام وفي التربية والتعليم واين حضارتهم في المتحف القومي وكليات الاثارواين هم البجا في المحافل العامة والمناسبات وهم أصحاب ثقافة ثرة وألحان شجية وموسيقي حالمة.

اين نصيب البجا في الصحة والتعليم والخدمات العامة بل بلغ الأمر بتغول المركز عليهم في عقر دارهم والتدخل في اخص خصوصياتهم

اترك رد