الفاتح جبرا يكتب.. وإن طال السفر !

0


متابعات/ الرائد نت

ضجت الأسافير ووسائط التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية بزيارة وزيرة التعليم العالي الدكتورة (إنتصار صغيرون) لجامعة العلوم والتكنولوجيا التي يملكها ويديرها الدكتور مأمون حميدة وزير الصحة إبان العهد المباد وأحد متنفذيه، ومرد تلك الضجة ان الدكتور مأمون حميدة هو أول من فتح أبواب (جامعته) لجهاز الأمن الكيزاني ليفعل في طلبتها الافاعيل ولم يرحم حتى طالبات الداخليات اللواتي تم ترويعهن ضرباً وتعذيباً وكلنا شاهد ذاك الامنجي (الخسيس) الذي كان يمسك بالطالبة وينزل فيها ضرباً في مرأى ومشهد من إدارة الجامعة التي لم تحركها نخوة رجولة فقط ناهيك عن الإنسانية فاحتل بذلك مدير هذه الجامعة الخاصة ذات الرسوم المليارية منصب الد أعداء الشعب والثورة لذلك جاء الاستنكار لهذه الزيارة التي أراها عادية (كوزة تزور كوز) !.
وحتى لا يظن البعض أننا بـ(كوزة) هذه نطلق الكلام على عواهنه فالدكتورة إنتصار صغيرون وزير التعليم العالي في عهد الثورة المجيدة قد كانت من أبرز المرشحات لدوائر المرأة الـ ١٢٨ ضمن 426 مرشحاً لحزب المؤتمر الوطني وقد أثير هذا الموضوع عند ترشيحها لهذا المنصب من قبل جريدة الراكوبة تحت عنوان (مرشحة المؤتمر الوطني في انتخابات ٢٠١٥ تظهر في قوائم قوى الحرية والتغيير) وقد نقلت جريدة الراكوبة ذلك الخبر عن (شبكه الشروق) دون أن ينكره أحد !
فهذه الوزيرة من فلول النظام البائد وأعلن عنها هذا الخبر في وقت ترشيحها ولم نسمع وقتها رداً منها أو من قوى الحرية والتغيير ، فلماذا (الإستغراش) لزيارتها لأحد زملائها الفلول وما هو الجديد في الأمر؟
لقد صرنا لا نستغرب أن نجد أي من فلول النظام البائد في أحد المناصب السيادية بمباركة تامة من حكومة الثورة المختطفة فلماذا كل هذه (القومة والقعدة) الآن وما هو الجديد؟
هذه هي حكومة سعادة الرئيس حمدوك وأحزاب قحت الواهمين بأن الشعب قد صدق انهم يمثلون حكومة الثورة التي أسقطت الكيزان، لقد صار اللعب الآن أيها السادة على المكشوف وصار التماهي مع الكيزان علناً فالأمر أمر محاصصات ومقاعد و(بنابر) فقط ولا علاقة له بالثورة ومكتسباتها البتة.
وللعلم حتى اللحظة لم نسمع لهذه الوزيرة (الكوز) قراراً يتماشى مع روح الثورة فهي لم تحدث أي تغيير بل سارت في ركب رعيلها من كيزان العهد البائد ، فقد ثار ضدها طلاب جامعة الجنينة واعتصموا أمام بوابة الوزارة فكانت تمر وكأن الأمر لا يعنيها، والآن ثارت مشكلة أوضاع اساتذة الجامعات والمطالبة بتحسين أوضاعهم حسبما يتماشى مع الظروف المعيشية المهلكة لكافة الشعب وإعطائهم الأولوية في المعالجة تقديراً لما يبذلونه من جهد عظيم في ظل هذه الأوضاع السيئة فماذا كان ردها (طال عمرها) عندما طرح عليها المذيع في لقاء تلفزيوني هذه المشكلة مستعرضاً هجرة أساتذة الجامعات ؟
(أبلع الحبة وتعال واصل) …
جاء ردها يا سادتي الأفاضل بأن الحل هو الدراسة (اون لاين) Online Teaching قالتها بطريقة تؤكد أنها فعلاً من ذاك العهد الذي كان وزير دفاعه يطرح نظرية (الدفاع بالنظر) في الرد على الطائرات الإسرائيلية التي ضربت السودان وخرجت بسلام دون علمه وعلم رئيسه.
كما وذكرني ردها هذا برد (ماري انطوانيت) المشهور (إذا لم يجد الشعب الخبز فلياكل البسكويت) وتأكدت عندها إنو (الدكتورة عاوزه زول يديها راسا) ، بالله عليكم كيف تطرح (هذه البروف) هذا الحل الساذج وهي تعلم ان الكهرباء في العاصمة (تقطع) أكثر من نصف اليوم ثم أين هو الإنترنت وكيف يوفر الطالب ما يحتاجه من أجهزة ذكية ذات مواصفات عالية ؟ (وده كلو خليناهو) فلتشرح لنا كيف إن هي استطاعت القيام بتوفير ذلك لطلاب العاصمة أن تقوم بتوفيره لطلاب (أم صفقن عراض) ؟
وإذا إفتراضاً (قلنا) بأن الست الوزيرة قامت في التو واللحظة مستصحبة معها (مصباح علاء الدين) بحل مشكلة الكهرباء في عموم السودان ، وقامت بإستخدام المصباح مرة أخرى وقامت بتوفير شبكات إتصالات متينة وإنترنت بسرعات تتناسب والتطبيقات المختلفة فهل تعلم حضرة الوزيرة كم هي تكلفتها ذلك بالنسبة للطلبة وأسرهم؟ هل طالعت الأسعار الحالية و(عرفت) كم هي تكلفة المحاضرة الواحدة في اليوم في بلاد يشكو سكانها لطوب الأرض؟
لماذا هذه الحلول يا سعادة الوزير التي ترقى إلى (الاستفزاز) ؟ وإذا كنتي في ذات اللقاء قد قلتي بأن الحل هو حل الضائقه المعيشية في السودان فكيف تطلبين المستحيل بتطبيق نظام التعليم عن بعد (والناس ما لاقية تاكل عن قرب)، هو يا سادتي تصريح يشبه عقلية وزراء حزبها ورئيسها المخلوع فهي لا تعلم ما يدور حولها الا فيما يخص مخصصاتها وامتيازاتها و(حريقة في الباقي) !
سؤالنا للسيد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك (الذي لم يتكرم يوما بالرد علينا) : بما انك لم تعلم بأن الدكتورة إنتصار صغيرون كانت من مرشحات العهد البائد وها انت الآن قد (عرفت) فماذا انت فاعل بها؟ هل سوف تطبق فيها نظرية والي القضارف ولا كيف؟ أم انها من ذوي القربى لديكم فلا يمسنها قرح كما مس باقي الفلول؟
كسرة:
ده كلام فاضي و(مقدد): لابد من ثورة جديدة وإن طال السفر !

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.