المقدم الركن ابراهيم الحوري يكتب : نالوا العز بجبهة التواضع

0

متابعات/ شبكة الرائد الإخبارية

تداعت قرى الجموعية بأكملها شيبا وشبابا نساء ورجالا صغارا وكبارا إلى موقع سقوط الطائرة العسكرية التي نجح قائدها المقدم طيار ركن عبدالقادر معتصم في إبعادها عن المناطق السكنية ليجنب البلاد كارثة كبيرة كان يمكن أن تؤدي إلى مالا يحمد عقباه، استطاع الفتى الأشم أن يفعل ذلك بكل ثبات ورباط جأش مضحيا بنفسه من أجل عيون شعبه وهذا ليس بغريب على نسور الجوية الشم الذين سجلت لهم مواقف بطولية لا يتسع المجال لذكرها استشهد عبدالقادر وطاقمه كل من الشاب الخلوق النقيب طيار علاء الدين محمد عمر الطريفي وحضرة المساعد فني جوي حسن التوم وفرد أس وائل نادر الخير لحق الجميع بربهم ولاتزال الألسنة تلهج لهم بالدعاء وأن ينزل الله على قبورهم شآبيب الرحمة.
تداعت قرى غرب النيل إلى موقع الحدث ليرسموا أجمل لوحة تعكس التفاف الشعب حول جيشه في مشهد شكل أجمل نقاط التلاقي والشكر والعرفان.
لم يكتفوا بذلك بل رابطوا مع قيادة جيشهم ونصبوا الخيام ونحروا الذبائح والصيوانات و ظهر كرمهم الفياض في الطعام الذي جاءوا به إلى موقع الحدث ورفضوا رفضا قاطعا أن توزع عربة الطعام التي جاءت من نادي الضباط أن تنزل حمولتها .. مشهد بليغ عجز قلمي أن يسطره مما جعل عيون الكثيرين تترقرق دمعا من جمال الموقف وجعل المآقي تختلط فيها دمع الحزن والفرح مما كان له أبلغ الأثر في تخفيف المصاب على زملاء الشهداء الكرام.
قرى غرب النيل قلوبهم أنقى من العمائم المسربلة وأرواحهم الندية سبقت أياديهم المشرعة للمصافحة والترحاب بسماتهم تلحظ فيها الصدق وعطاء تغيب منه المنة والأذى ولا تخطئ العين الصدق الذي يزينه ويضيف إليه جمالا على جمال. كرمهم الفياض يشعرك بأنهم ذروته وأصله ومنبعه.
قرى غرب النيل أم عوينة
الحقينة
التريس
الثورة قوز نايل
القوز
بركة الشاطئ
الشقيلة
السليمانية غرب
الغرزة رسمت بتكاتف سكانها لوحة الكرم الأصيل والخلق النبيل والتعاون ..
فيهم وعنهم تتضاءل كل حكايات مكارم الأخلاق وطيب المعشر ولا تزلف.
قرى تاريخها عريض وإرثها مجيد وضاربة بعروقها في أعماق التاريخ يتميز إنسانها بالشجاعة والكرم والإباء والعزة والشموخ ورثوها كابر عن كابر وأبا عن جد.
فعندما تلم بك الدوائر وتنزل بك بنات الدهر وصدرك حينما تضطرم نيران الأمل في دواخله وأنت بديار الجموعية لا تحفل ولا تهتم فالكل سيواسيك وسيشد من أزرك سيمنحونك السعادة التي لا تسكن إلا في قلب ذاكر وتستعذب المقام في نفس قانعة علمت أن العطاء مع البذل هو أساس السعادة وأن الإنفاق هو سرها يسكبون بدماء أنعامهم كرمهم الفياض يلتمسون الجوعى في الفيافي والوهاد ويوقدون نارهم لتهدي الضالين السبيل من ضيوف الهجعة والليل البهيم هم مصابيح الدجى أسباب النصر فخر السودان أرضه وشعبه.
صدق باطنهم فرأينا مانحب من ظاهرهم اخلصوا في عملهم فبلغوا هدفهم بلغوا العلو بدرجة التقوى ونالوا العز بجبهة التواضع وطيب السريرة بكرم الأرومة وحسن العشير شقوا على أنفسهم فسادوا قومهم يحكمون بالعدل ويعطون الجزل لا يعرفون الحقدا إذا غضبوا ولا يعرفون المن إذا وهبوا هم منا ونحن منهم
فنعم العشير ونعم المجير
الاستعداد للحرب يمنع الحرب ويحقق السلام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.