بلدو: دموع المسئولين مزيفة ذات طبيعة لحظية

0

متابعات/ شبكة الرائد الإخبارية

شبه إستشاري الطب النفسي والعصبي، وأستاذ الصحة النفسية بالجامعات السودانية، بروفيسور علي بلدو دموع المسئولين السودانيين خلال المناسبات المختلفة ب “دموع التماسيح” وقال إنها غير حقيقية واقرب إلى دموع اخوة يوسف عندما جاؤ اباهم عشاء يبكون وزاد هي دموع كاذبة وخادعة وكلمة حق أريد بها باطل مبينا أنها عبارة عن انفعال لحظي لا يعبر عن ذهنية ثابته أو نفسية مستقرة أو عمل مستمر إنما تكون عبارة عن تفاعل مع أجواء معينه .

وأشار بلدو في حديثه ل “تهارقا نيوز” إلى أن معظم المسئولين يبكون فقط أمام الكاميرات كمحاولة لجذب الانتباه واستدرار العطف وخلق قاعدة شعبية وجماهيرية وقال هي تجارة دموع اصبحت رائجة منذ العهد الماضي وإلى هذا العهد والأمر يقضي لظواهر اخرى مصاحبة مثل محاولة احتضان الجمهور ومحاولة البكاء الجماعي مع الآخرين أو البكاء بصورة هستيرية وهو يعبر عن عدم ثبات النفسية والتركيبة الداخلية وحالة الرغبة في حب الذات والنرجسية وجذب الاضواء تجاه الشخص المعين بجانب محاولة خلق حالة إعلامية حول الأمر واطفاء نوع من القدسية وهالة من العظمة والقداسه حول الشخص ترفع من اسهمه وتزيد من حظوظه في الكيكة السياسية والسلطوية مبينا أن الدموع أصبحت وسيلة فعالة من اجل حصة أكبر من كيكة السلطة.

وقطع استشاري الطب النفسي والعصبي، بأن حالة البكاء لا تترجم الى أفعال بعد ذلك حيث شاهد المجتمع السوداني كثيرا أشخاص يبكون وينتحبون أمام الكاميرات قبل ان يكتشف الناس أنهم لصوص وسارقين وفاسدين وغير ذلك تصبح الدموع بمثابة درقة نفسية أو حيلة نفسية للتماهي مع الأوضاع أو تشتيت الانتباه عن شي معين وفي نفس الوقت تخلق نوع من البلبلة لدى الآخرين ويمكن اعتبارها نوع من أنواع اللعبة السياسية في السودان قديماً وحديثاََ.

لكن بلدو عاد وقال يمكن احيانا لدى بعض المسئولين أن تكون هذه الدموع عبارة عن شعور بالذنب أو بمعاناة الآخرين أو شعور بالتقصير أو استرجاع ذكريات مؤلمة معينه في مكان ما أو محاولة للتكفير عن أشياء داخلية أو جلد الذات للخروج من حالة الكآبة الداخلية والتوتر والخوف من المستقبل والشعور بعدم الرضاء النفسي وتكون الدموع بمثابة ماء أو مطر يغسل ادران نفوس المسئولين بعد أن حدث لهم الكثير من التغيرات حسب دوران السلطة ذهابا وايابا.

وقال إن الدموع التي يذرفها المسئولين لا تنفك أن تذهب أيدي سبا بمجرد أن تجف أو أن تذهب الكاميرات ليعود بعدها مسئول آخر ليبكي ليكون هنا السؤال لماذا يبكي المسئول ويبكي الشعب أيضا دون أن نعرف من هو السبب في هذا البكاء وهذا يعبر في واقع الحال عن حالة التوهان النفسي التي يعيشها الكثيرون في السودان وفقدان البوصلة النفسية والاجتماعية التي ضاعت منذ زمن بعيد في خضم ما نراه حولنا من تقاطعات ومن أجواء مشحونه نفسيا واجتماعيا وعدم الاستقرار في الحياة الذي أدى إلى عدم الاستقرار في الوجدان والشعور والأحاسيس الداخلية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.