زاهر بخيت الفكي يكتب.. من يُقنِع تِرِك..؟

0

متابعات/ شبكة الرائد الإخبارية

يبدو أنّ الزعيم تِرِك، لم يقبل بالنسبة التي اقترحها المجلس الأعلى للسلام، كحل لمُشكلة الشرق، وكان نصيبه حسب المُقترح نسبة 30% من السُلطة، ومثلها لمسار الشرق المُختلف عليه ، وترك المجلس نسبة 40% لتتنافس عليها مع الدولة بقية الكيانات الحزبية والقبلية الأخرى، تجاهل تِرِك المُقترح تماما، لقناعته بأنّ العصاة التي يحملها فاعلة جداً لرضوخ الحكومة لما يطلُب، وظلّت عصاة (القبلية) بيده مرفوعة منذ رحيل (الإنقاذ) يُهدِّد بها كُل حين للوصول بها إلى مُبتغاه.

رفعها ضد الحكومة الانتقالية عند اعتقالها لرفاقه الذين شاركوا في مسيرة 30/ يونيو، واستطاع اخرجهم بها من الحراسات بلا مُحاكمات، ومن يحمِل مثل هذه العصاة السحرية (المُجرّبة) بلا شك ترتفع سقوفات طموحاته كُلّما نجح في استخدامها، لا سيّما في ظل هذه الهشاشة وانتشار الصراعات في البلاد، لقد أغرى هذا الوضع المُعوّج غيره لاستخدام سلاحهم القبلي في وجه الحكومة المأزومة، والتي لا أدرى كيف ستتعامل مع هذه الظاهرة، هل سترضخ بهذه الطريقة لكُل صاحب مطلب، أم لديها أدوات أخرى للحل.جاء في الأخبار، أنّ التنسيقية العليا لشرق السودان أعلنت اعتزامها إنفاذ اغلاق كامل لشرق وشمال السودان بالتنسيق مع كيانات الشمال التى تضُم ولايتي الشمالية ونهر النيل الاسبوع المقبل، وأكد رئيس التنسيقية العليا لشرق السودان الناظر محمد الامين ترك، في مؤتمر صحافي مشترك مع حلفاء الشرق وحزب الأمة اليوم الثلاثاء أنّ الاتصالات مع الحكومة وصلت إلي طريق مسدود، واضاف أنّ العقلية الاستعلائية لدى المركز ماتزال موجودة، وسنقلعها مثلما يقلع البوكلن الشجرة.

هل يا تُرى دي المدنية التي اقتلعنا بسببها شجرة المؤتمر الوطني عميقة الجذور يا سادة، وكُل من التف حوله بعض الهتيفة جاءنا اليوم ليستخدم فينا سياسة العنتريات، السياسة التي لو أثبتت جدواها لما ترجلّت الإنقاذ من المسرح السياسي في السودان، ولاستمرت في دور البطولة المُطلقة إلى الأبد، الفرق شنو بين جماعة لحس الكوع، وبين من يُريد اقتلاع الحكومة كما يقلع البوكلِن الشجرة، إنها نفس اللُغة المدعومة بالقوة الزائفة التي لا يجب أن يوُجد لها مكاناً بيننا، لا سيّما بعد نجاح ثورة الوعي التي أزاحت من أشبعوا الناس بمثل هذه اللغة السخيفة.

من يوقف تمدد تِرِك، ومن فيكُم يستطيع اقناعِه بأنّ الحقوق في الحكومات المدنية لا تؤخذ هكذا، أم أنّ وضع الحكومة الانتقالية المُضطرب دفع الرجُل للقفز بطموحاته إلى درجة التفكير في فصل الشرق، والتي لم تكُن تتعدى بالأمس القريب نيله لمقعد في المجلس التشريعي لم يكُن الوصول إليه سهلا بالنسبة له، إلّا بدعمٍ وافر من المؤتمر الوطني، فلماذا لم ترفع العصاة وقتها للحصول على ما تطمح فيه الأن يا زعيم.

صدقوني لو استمر الحال كما هو عليه، فلن تُشرق علينا شمس الرفاه المُنتظرة إلى الأبد.

اترك رد